استخدمت الشرطة التايلاندية أمس، الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة مناهضة لحكومة رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا، نظمتها مجموعة «بيتاك سيام» (حماية سيام الاسم القديم لتايلاند) الملكية المتشددة، وحشدت اكثر من 12 ألف شخص، ما جعلها الأكبر ضد رئيسة الحكومة منذ توليها مهماتها في تموز (يوليو) 2011. وبررت الشرطة التي نشرت حوالى 17 ألف من أنصارها في مكان التجمع الذي يحمل اسم «رويال بلازا»، استخدام الغاز المسيّل للدموع بعدم احترام المتظاهرين القوانين، وتعمدهم ازالة حواجز وأسلاك شائكة. واشارت الى اعتقال حوالى 132 متظاهراً، ومصادرة رصاص من بعضهم، فيما تحدثت مصادر طبية عن جرح 17 شخصاً بينهم 7 شرطيين. وكانت الحكومة اقرّت الخميس الماضي قانوناً استثنائياً للأمن الداخلي قضى بفرض حظر للتجول ورقابة على الاعلام وتفتيش المنازل لمدة تسعة ايام في ثلاث مناطق في الوسط التاريخي للعاصمة بانكوك، وذلك بعد اعلان ينغلوك شيناواترا، شقيقة رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا، في مقابلة تلفزيونية خشيتها من سعي المنظمين الى اسقاط حكومتها المنتخبة واحتمال استخدامهم العنف. وتعهد زعيم «بيتاك سيام» الجنرال المتقاعد بونليرت كاوبراسيت خلال التظاهرة اطاحة الحكومة «الفاسدة»، علماً ان حركته نالت دعم أعضاء «التحالف الشعبي من أجل الديموقراطية» المعروفين باسم أصحاب «القمصان الصفر» الذين ساعدوا في اطاحة حكومتين قاد تاكسين أحدهما، وساند اخرى في عامي 2006 و2008. وزاد: «أقول لتاكسين إنه إذا اراد العودة إلى تايلاند، فيجب ان ينحني امام الملك، ويقضي فترة عقوبته في السجن»، علماً انه فر من البلاد عام 2008 بعد ادانته بتهمة استغلال السلطة. واتهم بعض المتظاهرين الحكومة بتهديد النظام الملكي. وقالت نامساي جانتارات القادمة من منطقة شيانيغ ماي الريفية شمال البلاد: «جئت من اجل امتنا وديانتنا وملكنا. لا احتمل فكرة التقليل من احترام الملك، وأريد ان تستقيل الحكومة». ولا تلعب العائلة الملكية أي دور سياسي رسمي، لكنها محمية بقوانين تعتبر الأكثر صرامة في العالم، ما زاد الملاحقات والادانات بتهمة المس بالذات الملكية منذ عام 2006، واكثرها لناشطين موالين لتاكسين الذين يطلقون على انفسهم اسم «القمصان الحمر». وشهدت تايلاند عام 2010 احتجاجاً دامياً استغرق أكثر من شهرين نظمه أنصار الحكومة الحالية، وأسفر عن مقتل 91 شخصاً وجرح أكثر من 1700 آخرين.