وما زال في كل أرضٍ شذى من لقاك مقامُك أسمى من الياسمين كأنك كنتَ الفضاءَ الفسيحْ ومازال ذاك البريقُ بعينيك ما كان يوماً ليرحلَ عن خاطري وجهُك السمحُ يا فهدُ لا ينطفئْ وكيف يروحُ الصباحُ إلى أبدٍ؟ لا يروحْ.. يجيءُ وبين يديه الهدايا تلوحْ وفي مقلتيه الحكايا تبوحْ على مسمعي لم يزلْ صوتُك العذبُ ينثالُ مثل الغمام صدى كركراتٍ لنا في السطوحْ أتذكر يا فهدُ كم قد غدونا ورحنا.. لهونا.. عدونا وكنا شقيقين لكن بروحْ وكنا بريئين ما مرّ في خلدَيْنا الفراقُ ولم ندرِ كُنهَ الجروحْ تقولُ: تعبتُ أنا هل لديك الدواءُ... لكي أستريحْ..؟ فأشدو إليك بلحن الخلودِ لتنهلّ سمحاءَ ملء الوجودِ وتسمو الأماني صروحْ.. ترحّلتَ كيف إذا غبتَ يحلو الغبوق وكيف بربك يحلو الصَّبوحْ أتفنى الحقولُ وتبقى زهيراتُها ناعماتٍ تفوحْ.. تواريتَ لم أستطعْ قبلةً في الجبين وما نام طيفٌ صبوحْ أراك.. ولكنني لا أراك كأنّ المدى في البرايا يصيحْ.. وحيدٌ أنا بعد هذا الرحيل وكلُّ الأسى لا تفيه الشروحْ! * أكاديمي وشاعر سعودي.