بنيتي يا روحاً من روحي، يا قطعة من جسدي، يا فلذة كبدي، يا من كنتِ تخافين علي أن أراك وأنتِ تتألمين خلال فترة مرضك، ها قد مضى على فراقك الأليم ما يقرب من الستة الأشهر، ولايزال الجرح ينزف دماً، ولا أدري إلى متى سيستمر ذلك الجرج ينزف، أتظنين أنني نسيتك، هل يستطيع المرء أن ينسى روحه، وفؤاده، وفلذة كبده، لاتزال صورة وجهك الصبوح مترسخة في مخيلتي، كأني أراك الآن. عذراً بنيتي إنني أجاهد نفسي لعلي أستطيع نسيانك؛ لأن ذكراكٍ وذكرى مرضك تقطع قلبي وتدميه، ولكن هيهات هيهات، لايزال طيفك لا يفارق مخيلتي، وذكراك العطرة تلازمني، إنني أراك في كل مكان جمعنا القدر فيه، أرفع صوتي بالنداء لك، وانتظر الاجابة. كنت أراك طفلة تلعبين بين يدي، أخاف عليك من كل شيء، ومن لا شيء، أخاف عليك من نسمة الهواء، ثم غدوت فتاة فرأيت فيك النضج والخير والصلاح، ثم عقد قرانك فتأملت أن أراك أماً يلهو أطفالها بين يدي، ولكن.. وماذا بعد لكن، يا لها من كلمة تفزعني! كلما تذكرت أحداث مرضك يعجز القلم أن يكتب ما بعدها، وتأبى الدموع إلا أن تكتبها دماً من مقلتي، (أروى) يا من كان قلبي مسكناً لها، كانت فترة مرضك أياماً عصيبة لا أدري كيف مضت تلك الأيام؟ أهي حلم أم حقيقة؟ حبيبتي (أروى) لقد فتحتِ لي أبواب خير لم أكن أعلمها، ولكما تذكرت حمدك الله عندما علمتِ بمرضك وصبرك واحتسابك، حمدت الله وسألته - جلت قدرته - أن يجمعنا وإياك ومن تحبين في الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يكفينا شر كل عين حاسد. والدك المفجوع بفقدانك خالد السويد