ترنّحت الهدنة المعلنة في شرق أوكرانيا، بعد مقتل امرأة وجرح آخرين بإطلاق نار وقصف مدفعي بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا. وكشفت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس، أن بروتوكول اتفاق وقف النار الذي أبرمته الحكومة والمتمردون في مينسك الجمعة الماضي، يتضمن 12 نقطة ويُرغم كييف على منح مدينتَي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، سلطات أكبر، متيحاً لهما «وضعاً خاصاً»، كما يدعو الى تنظيم انتخابات محلية في المناطق الناطقة بالروسية شرق أوكرانيا. في السياق ذاته، أعلن ألكسندر زاخارتشنكو، رئيس وزراء «جمهورية دونيتسك» الانفصالية، ان كييف وموسكو والمتمردين ومنظمة الأمن والتعاون في اوروبا سيناقشون خلال أسبوع في مينسك، «وضعاً خاصاً أو مختلفاً» للمناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا. وأضاف: «اذا لم يُقبل ذلك، لن تكون لبروتوكول الاتفاق أي قيمة». وتابع: «أود أن أضيف الى الاتفاق بنداً هو الاعتراف الفوري باستقلالنا. اذا كنا مستقلين، ستكون روسيا شريكنا الرئيس». الى ذلك، أعلن يوري ليتسينكو، مساعد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، أن بلاده أبرمت خلال قمة الحلف الأطلسي في ويلز الأسبوع الماضي، «اتفاقات» لتزويدها «أسلحة حديثة واستشارات عسكرية» من خمس دول أعضاء في الحلف، هي الولاياتالمتحدة وفرنسا وإيطاليا وبولندا والنروج. لكن روما ووارسو وأوسلو نفت الأمر. ميدانياً، استؤنف القصف قرب مرفأ ماريوبول الاستراتيجي جنوب شرقي أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل امرأة وجرح 4 أشخاص. كما سُمِع قصف شمال دونيتسك، قرب المطار الذي تسيطر عليه القوات الحكومية. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن انفصاليين احتفلوا بهجوم شنّوه على معسكر للجيش الأوكراني، معلنين اعتقال 8 جنود. وتبادل طرفا النزاع اتهامات بخرق الهدنة، إذ قال فلاديمير أنتيوفييف، نائب رئيس وزراء «جمهورية دونيتسك الشعبية»، إن كييف «لا تلتزم وقف النار»، فيما اتهم جندي أوكراني «الإرهابيين الروس» بأنهم «وحوش انتهكوا كل كلمة» في اتفاق وقف النار. في تبليسي، أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أن بلاده ستعزّز «علاقاتها العسكرية» مع جورجيا، «خصوصاً في ضوء العدوان الروسي السافر على أوكرانيا». واعتبر أن تعزيز العلاقات بين «الأطلسي» وجورجيا «مهم، لا سيّما بسبب التصرفات الخطرة وغير المسؤولة» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. اما الدالاي لاما، الزعيم الروحي للتيبتيين، فوصف بوتين بأنه «أناني»، معتبراً أنه يريد «إعادة بناء جدار برلين». ونبّه الى أن «العزلة انتحار بالنسبة الى روسيا».