استمرت المعارك محتدمة بين المعارضة المسلحة وقوات النظام للسيطرة على مدن استراتيجية خصوصا قرب الحدود التركية، وأغار سلاح الجو السوري على مدينة البوكمال الحدودية قرب العراق، في حين سجل للمرة الأولى منذ نهاية حرب 1973 إطلاق طلقات تحذيرية إسرائيلية على الجانب السوري. كما ذكرت "شبكة سورية" أن القيادي في حزب الله اللبناني باسل حمادة قتل أول من أمس، خلال اشتباك في حي الصفصافة في حمص. وأشارت إلى أن عدداً كبيراً من مجموعة حمادة أصيبوا في الاشتباك. وأطلق الجيش الإسرائيلي أمس طلقات تحذيرية باتجاه الأراضي السورية إثر سقوط قذيفة هاون قرب مستوطنة الوني هبشان مصدرها سورية على شمال إسرائيل، بحسب ما أفاد بيان للجيش الإسرائيلي. وأوضح البيان أن الجنود أطلقوا النار باتجاه منطقة قريبة من موقع للجيش السوري، في أول حادث من نوعه منذ نهاية حرب أكتوبر 1973. وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية أن مطلقي النار الإسرائيليين تعمدوا عدم إصابة الموقع السوري، وأن الجيش استخدم صاروخا مضادا للمدرعات "تموز" ذا دقة عالية. وقال الجيش "أصابت قذيفة هاون موقعا للجيش الإسرائيلي على هضبة الجولان قرب الحدود الإسرائيلية السورية. ردا على ذلك أطلق الجنود الإسرائيليون النار تحذيرا باتجاه المناطق السورية". كما رفعت إسرائيل شكوى إلى قوات الأممالمتحدة المتمركزة في الجولان محذرة من أنه "لن يتم التساهل مع إطلاق النار الوارد من سورية إلى اسرائيل وسيكون ردنا قاسيا". كما قال المتحدث العسكري ياؤوف موردخاي "القواعد التي لدينا هي أن نرد على أي نيران تهددنا. ليس لدينا مصلحة في أن نكون محاصرين بين المسلحين والجيش السوري. نأمل في حماية مواطني الجولان من أي نيران عشوائية قد تصيبهم". وتشهد المنطقة المنزوعة السلاح بهضبة الجولان، التي احتلت إسرائيل أجزاءا منها في يونيو 1967 وضمتها عام 1981، اشتباكات في الفترة الأخيرة بين القوات السورية ومقاتلين معارضين، أدت إلى مقتل أكثر من 30 شخصا من الطرفين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى أن "أصوات إطلاق رصاص كثيف سمعت في المنطقة" أمس، ناقلا عن ناشطين أن تعزيزات للقوات النظامية تتجه إلى المنطقة الواقعة في محافظة القنيطرة. وفي مناطق سورية أخرى، دارت اشتباكات بمحيط مدينة رأس العين الحدودية في الحسكة (شمال)، بحسب المرصد ومصدر عسكري سوري. وقال المصدر إن مقاتلين يحاصرون منذ نحو 48 ساعة حاجزا للقوات النظامية بقرية أصفر نجار الواقعة إلى الشرق من رأس العين. من جهتها، أفادت لجان التنسيق أن قصفا طال قرية تلف حلف المجاورة والمعبر الحدودي مع تركيا الذي استخدمه المقاتلون للدخول إلى المدينة والسيطرة عليها الجمعة. وعادة ما يكون المعبر مقفلا ولا يفتح أمام المشاة إلا في المناسبات الدينية. كذلك أفاد المرصد عن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين جنوب راس العين. وفي محافظة دير الزور (شرق) على الحدود العراقية، شنت الطائرات الحربية غارات أمس على مدينة البوكمال، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن مناطق عدة في مدينة دير الزور تتعرض للقصف المدفعي. وفي ريف دمشق، تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين عند أطراف مدينة عربين تترافق مع قصف ومحاولة القوات النظامية السيطرة على المدينة، بحسب المرصد الذي أشار إلى وقوع اشتباكات في مدينة حرستا وبلدة زملكا في ريف العاصمة. وصعدت القوات النظامية في الفترة الأخيرة حملتها العسكرية في ريف دمشق ضد مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها. وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، أفاد المرصد عن تعرض مدينة معرة النعمان الاستراتيجية للقصف أمس. وسيطر المعارضون على هذه المدينة أول من أمس، مما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية المتجهة إلى مدينة حلب (شمال).