بعد 15 عاماً قضاها الشاعر والإعلامي علي المسعودي في الساحة الشعبية، ابتعد في الوقت الحالي عن الشعر وتفرغ لدراسة علوم القرآن في الكويت. والتحق المسعودي بدار علوم القرآن منذ العام الماضي بعد انتهائه من المشاركة في لجنة تحكيم برنامج «شاعر الملك» الذي أقيم في الرياض، وقال ل «الحياة»: «لم يمضِ على التحاقي بدراسة علوم القرآن سوى عام واحد، ومدتها ثلاثة أعوم. الحياة مدرسة ولا تتوقف على مجال معيّن، وسأواصل تعلّم القرآن وتفسيره». وأضاف أن الإنسان لا بد من أن يتزود بعلوم دينه: «فما بالك إذا كنت أدرس أفضل الكتب وهو القرآن الكريم الذي سينفعني في الدنيا والآخرة»، مشيراً إلى أنه بعيد عن الشعر في الوقت الحالي. وكان علي المسعودي ابتعد عن العمل الصحافي في الساحة الشعبية منذ أعوام عدة، وتفرغ للكتابة في القضايا السياسية والمحلية، بعد أن شارك ضمن لجنة تحكيم النسخة الأولى من برنامج «شاعر المليون»، وتفوق على زملائه بشهادات عدد من المشاركين والمتابعين، كونه من مؤسسي الصحافة الشعبية في الخليج، وبعدها شارك في لجان مسابقات شعرية عدة آخرها «شاعر الملك» في الرياض. ويرى المسعودي أن الساحة الشعبية أصبحت قنوات متهالكة ومجلات تنازع، ورؤوس أموال جبانة، منهم رجال أعمال محدثون يريد كل منهم أن يؤسس قناة ومجلة بمبلغ معيّن على أن تعود أرباحها خلال أشهر عدة. وذكر أنه على بعد قافية أو قافيتين من الساحة الشعبية، وبين يوم وآخر يزوره شاعر أو إعلامي يتناقشان، مضيفاً: «أطالع كيف كان الشعر حالة أنس وطرب أيام حجاب بن نحيت وخلف بن هذال، ثم دخل عالم الصحافة ليتحول إلى حال احتجاجية، ثم دخل (البلاط المالي)، ليصبح مساحة تنظف الممرات كل يوم يتباهى فيه الشعراء بصورهم في (الرنج) الذي حصلوا عليه بثمن قصيدة رديئة! ويحجز الشاعر المبتدئ على رحلة في أرخص طيران، ليصوّر نفسه بكاميرا الموبايل ثم ينشر الصورة في مجلة ما بالبنطلون والقميص المفتوح». يذكر أن المسعودي روى قصة توبته عن سماع الأغاني في مقالة كتبها قبل أيام، قال فيها: «المهم أنني قررت منذ أكثر من 11 عاماً أن أغيّر أذني الموسيقية وأجعلها أذناً قرآنية، وأجاهد النفس، وأطرحها مرة وتطرحني مرة.. آآآه... ما أجمل أن تغيّر نفسك وتنتصر عليها.. وتضحك وأنت تمرغ شهواتها في التراب، وتعلّق في رقبتها الحبل.. ثم تجرها خلفك من عالم المستنقعات إلى المجد والطهارة والعلو والرفعة».