بعد أن قضى الشاعر والإعلامي علي المسعودي أعواماً عدة من الحضور في المسابقات الشعرية كعضو لجنة تحكيم، ظهر قبل أيام يحذر المشاهدين من التصويت لتلك المسابقات، كونها ضحك على الذقون. وقال المسعودي في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أخيراً: «نصيحة من كل قلب لمحبي الشعر إياكم والتصويت في المسابقات، فوالله إنها ضحك على الذقون، استمتعوا بالشعر فقط، وأنتم أولى بمال الله الذي رزقكم». وتزامنت تحذيرات المسعودي مع بدء الحلقات الأولى من مسابقة «شاعر المليون»، التي حل فيها على عضو في لجنة التحكيم قبل خمسة أعوام، ومن ثم تركها، ليشارك بعدها في مسابقة «شاعر العرب» في الكويت، وقبل أسابيع عدة كان حاضراً كمحكم في مسابقة «شاعر الملك». وفاجأت تغريدة المسعودي على «تويتر» متابعيه، والمنتسبين إلى الساحة الشعبية، لأنها صدرت من شخص قضى أعواماً في المسابقات الشعرية، إذ اعتبرها شعراء أنها حقيقية، وتشرح حال المسابقات، خصوصاً عندما تصدر من ناقد على دراية كاملة بما يدور فيها، وما يدور فيها، بينما رأى آخرون أنها «تصفية حسابات» مع برامج شارك فيها، ومن ثم تخلى عنها. وابتعد علي المسعودي عن العمل الصحافي في الساحة الشعبية، واتجه إلى الكتابة في القضايا الاجتماعية والسياسية، وبرره في حوار سابق مع «الحياة» بأنه يبحث عن عمل في هذا العالم، «لكنني لا أرى إلا قنوات متهالكة ومجلات تنازع، ورؤوس أموال جبانة، منهم رجال أعمال محدثون يريد كل منهم أن يؤسس قناة ومجلة بمبلغ معين على أن تعود أرباحها خلال أشهر عدة». وذكر أنه على بعد قافية أو قافيتين من الساحة الشعبية، وبين يوم وآخر يزوره شاعر أو إعلامي يتناقشان، مضيفاً: «أطالع كيف كان الشعر حالة أنس وطرب أيام حجاب بن نحيت وخلف بن هذال ثم دخل عالم الصحافة ليتحول إلى حال احتجاجية، ثم دخل (البلاط المالي)، ليصبح مساحة تنظف الممرات كل يوم يتباهى فيه الشعراء بصورهم في (الرنج) الذي حصلوا عليه بثمن قصيدة رديئة! ويحجز الشاعر المبتدئ على رحلة في أرخص طيران، ليصور نفسه بكاميرا الموبايل ثم ينشر الصورة في مجلة ما، بالبنطلون والقميص المفتوح».