أفاد مسؤولون أكراد أن «داعش» أعدم محتجزين أكراداً وشبكاً وتركماناً، فضلاً عن تصفية مسلحين أكراد كانوا في صفوفه، فيما أعلن رئيس مجلس محافظة نينوى بشار كيكي أن التنظيم يسعى إلى خلق «الفتنة والعداء» بين كل المكونات بعد خسائر تكبدها على الأرض. وأوضحت مصادر أمنية كردية أن «داعش» بدأ خلال الأيام الماضية حملة «لتصفية» عناصره الأكراد بتهمة «التجسس» لصالح قوات «البيشمركة»، في حين أكد مسؤول في الحزب «الديموقراطي»، بزعامة مسعود بارزاني، أمس «المسلحين أعدموا 25 شخصاً من الشبك والتركمان في سجن بادوش»، شمال غربي الموصل. وقال كيكي (كردي) ل»الحياة»: «إننا نتحقق من صحة معلومات عن إعدام مسلحي «داعش» مواطنين من الشبك والتركمان، فهنالك إعدامات شبه يومية ووردتنا تقارير من داخل الموصل أخيراً أن الجثث ترسل إلى الطب العدلي، وتنشر أسماء الضحايا كي يتسلمها الأهالي»، لافتاً إلى أن «داعش صعد استهدافه المواطنين من القومية الكردية رداً على الضربات التي تلقاها أخيراً من البيشمركة». وأضاف كيكي أن «داعش يحاول اللعب على الوتر القومي، خصوصا بعد نزوح القرى العربية إثر المعارك بين البيشمركة ومسلحي التنظيم، ويعمل على توظيف ذلك في خلق جو من العدائية بين الأكراد والعرب، علماً أنه أعلن الأسبوع الماضي عبر منابر المساجد الجهاد ضد الأكراد والشيعة، وقد أقام حواجز متفرقة بحثاً عن الأكراد، فضلاً عن ورود معلومات عن تصفيات داخل التنظيم ضد عناصره من القومية الكردية رغم قلة عددهم». وعن مدى إمكانن قيام ثورة على «داعش» داخل الموصل، قال كيكي: «هذا الهدف لن يتحقق من دون دخول قوة نظامية يشارك فيها المكون العربي السنّي، وهذا متوقف على تشكيلة الحكومة الجديدة ومهلة الأسبوع التي قطعها رئيسها حيدر العبادي، والتي قد تكون نقطة الانطلاق لتحريرها، بعد أن فقد داعش قدرته الهجومية تماماً بل هو في موقف التراجع والتقوقع والإرباك». وأعلنت القيادة الوسطى في الجيش الأميركي في بيان أمس تنفيذ خمس ضربات جوية جديدة قرب أربيل وفي منطقة حديثة في محافظة الأنبار، فيما أكد مصدر أمني كردي وقوع قتلى في صفوف مسلحي «داعش» في قصف مدفعي استهدف موقعاً قرب قضاء تلكيف في سهل نينوى. من جانبه، قال رئيس «الهيئة الاستشارية للشبك» سالم خضر ل»الحياة» إن «داعش اعتقل في 13 حزيران (يونيو) الماضي أكثر من 180 شخصاً في سجن بادوش، بينهم 18 من الشبك وقد اعدموا بعد أيام، ومنذ سقوط الموصل قتل 29 شبكياً، واختطف 159 آخرين، وسمعنا أنهم نقلوا إلى القصور الرئاسية، وقبل يومين تم إعدام قسم منهم»، وأكد أن «الشبك استهدفوا لانتمائهم القومي والديني، فهم أكراد وشيعة في الوقت ذاته». وعن الوضع الميداني في سهل نينوى قال إن «البيشمركة تتقدم ببطء بسبب تفخيخ المناطق التي ينحسب منها «داعش»، وقد تم تفخيخ مجاري المياه التي أنشئت حديثاً في برطلة، وندعو السكان الراغبين في العودة إلى التريث، لافتاً إلى أن «البيشمركة مستمرة في قصف مواقع المسلحين مع تواصل القصف الجوي في بعشيقة وبرطلة حيث يتم استهداف أي تحرك لعربات المسلحين، الذين بقي عدد قليل منهم، ونحن ننتظر ساعة الصفر خلال اليوم المقبلين لتحريرها نهائياً».