أكد مسؤول كردي تقدم «البيشمركة» في اتجاه عدد من بلدات سهل نينوى، فيما أعلنت واشنطن تنفيذ غارتين جديدتين ضد المسلحين ل «حماية أربيل». إلى ذلك، أكد عضو في مجلس محافظة نينوى أن تنظيم داعش أعدم شخصيات ووضع رجال دين تحت الإقامة الجبرية في إطار عملية «ترهيب» لمنعهم من تنظيم «ثورة مضادة». وقال الناطق باسم «الأتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة الرئيس السابق جلال طالباني في نينوى غياث سورجي في اتصال مع «الحياة» امس: «بعد تحرير جبل عين الصفرة والقرى المحيطة، فإن قرار الدخول إلى مركز ناحيتي بعشيقة وبرطلة رهن فتح تأمين طرق من خلال حملة ستتولاها الفرق الفنية والهندسية من مصيدة المفخخات والعبوات الناسفة التي نصبها مسلحو داعش سواء في الطرق أو المباني، والاستعدادات والتهيئة جارية الآن، وأكد أن «أكثر من عشرين جثة لمسلحي التنظيم وقعت في أيدي البيشمركة، وقد شاهدتها شخصياً، وملامحهم تشير إلى أن جميعهم عراقيون». وكانت قوات «البيشمركة» تمكنت من استعادة السيطرة على عدد من القرى وجبل استراتيجي يطل على ناحيني برطلة وبعشيقة الخاليتين من السكان وغالبيتهم من الأقليات، في سهل نينوى شمال وشمال شرقي محافظة نينوى. وأضاف سورجي «نتوقع خلال 48 ساعة من الآن مهاجمة مراكز نواحي وأقضية بعشيقة وبرطلة وتلكيف، خصوصاً أن المسلحين بدأوا سحب عرباتهم العسكرية والأسلحة الثقيلة من داخل هذه القصبات واقتصرت حركتهم وتجوالهم على استخدام العربات المدنية، نتيجة التأثير الكبير الذي تركته الغارات الجوية في معاقلهم». وأشار إلى «تراجع معنويات المسلحين إلى حد كبير بعدما وجدوا انفسهم في حالة دفاع بدليل أنهم غيروا مقارهم التي كانوا يشغلونها وقاموا بتفجيرها». وتابع «من خلال المناظير الليلة نشاهدهم يفخخون المباني والمنازل بعد سرقة أثاثها وكل شيء ثمين، وهذا الإرباك مؤشر إلى أنهم باتوا متأكدين من أنهم سيخسرون هذه المناطق قريباً». من جهة أخرى، أعلن الجيش الأميركي أن طائرات من دون طيار «نفذتا غارتين (لم تحدد مواقعهما) أسفرتا عن تدمير أربع عربات همفي وعربة نقل جنود وشاحنتين تابعتين لتنظيم داعش»، وأشار إلى أن «الهدف من الغارتين حماية محافظة أربيل»، ويقول مسؤولون أميركيون أن أكثر من 133 ضربة جوية نفذت ضد مسلحي «داعش» منذ بدء عملية القصف في 8 آب (أغسطس) الماضي. وعن آخر التطورات، داخل الموصل قال عضو مجلس محافظة نينوى خلف الحديدي ل «الحياة» إن «مسلحي داعش أقدموا خلال الأيام القليلة الماضية على إعدام عدد من الشخصيات، خصوصاً في جنوب منطقة الكياره، بينهم مرشحان سابقان للنيابة وامرأة، كما فرضوا الإقامة الجبرية على بعض علماء الدين الذين رفضوا مبايعة التنظيم ويعارضون نهجه وقد منعوا من أداء خطبة الجمعة»، مشيراً إلى أن «الإجراءات الأخيرة تأتي ضمن الاستراتيجية التي يتبعها داعش في تطبيق الأحكام، وهم ينتقلون مع كل فترة من مرحلة إلى أخرى، كما يسعون إلى كسر نفسية السكان من التفكير في محاولة تنظيم ثورة ضدهم مستقبلاً». وقلل من أهمية ما يعلن من عمليات ضد عناصر «داعش» في المدينة من قبل فصائل قيل انها محلية لافتاً الى ان «التنظيم يسيطر بإحكام على المدينة مع تطبيق نهج يعتمد على بث الرعب والخوف، وقد تم تجريد السكان من السلاح». وزاد أن «تحركات المسلحين داخل المدينة لم يتغير، وهم مقسمون على مقاتلين، ويتولى آخرون الشؤون الإدارية، ويلاحظ حصول ارتباك في صفوفهم مع اشتداد القصف الأميركي على معاقلهم ومقتل بعض قادتهم، لكنهم يتعاملون مع الوضع القائم باستبدال مواقعهم».