أعلن مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، فتح تحقيق في وفاة المدوّن ستار بهشتي أخيراً، بعد أسبوع على اعتقاله في سجن إيفين، فيما واصلت السلطات ممارسة ضغوط على عائلته. وقال محمد حسن ابوترابي فرد نائب رئيس البرلمان إن «لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية تحقّق في القضية، وشكلت لجنة في هذا الصدد»، مضيفاً: «طلبت من رئيس اللجنة علاء الدين بروجردي إبلاغ النواب والشعب، لدى انتهاء التحقيق». أتى إعلان أبوترابي فرد بعد خطاب للنائب المحافظ البارز أحمد توكلي خلال جلسة للبرلمان، انتقد فيها المسؤولين لصمتهم عن قضية أثارت استهجاناً دولياً، متسائلاً: «لماذا لا يوضح القضاء ووزارة الخارجية ما حدث؟ حدثت وفاة، ويجب تفسير كيفية حصولها. كيف يمكن أن يكون مفيداً، استدعاء مدوّن (لاستجوابه)؟». واعتبر أن «الحكومات الأجنبية تستغل (هذه القضية) للدعاية»، منتقداً القضاء لصمته عن وفاة بهشتي، وزاد: «أوصي بملاحقة المسؤولين الفاسدين، بدل التعامل بقسوة مع المدوّنين». أما النائب إبراهيم نيكو الذي يمثّل منطقة روبات كريم، مسقط رأس بهشتي، فأبدى «اعتراضه على قتل مدوّن في دائرته الانتخابية»، متسائلاً: «لماذا لم أُبلغ بالقضية، أنا ومسؤولي المنطقة؟». وكان النائب منصور حقيقتبور، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، اعتبر أن قضية بهشتي لا تستحق فتح تحقيق في شأنها. واعتقلت الشرطة الإلكترونية (السابيرية) بهشتي (35 سنة)، وهو عامل في مصنع، في منزله في 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لاتهامه ب «تهديد الأمن القومي»، إذ كان مدوناً وناشطاً على مواقع تواصل اجتماعي، مثل «فايسبوك». وأفاد موقع «كلمة» التابع لزعيم المعارضة مير حسين موسوي، بأن السلطات اتصلت بعائلة بهشتي، في 6 من الشهر الجاري، وطلبت منها الذهاب إلى معتقل كهريزاك لتسلّم جثته. وأضاف أن بهشتي كان وجّه رسالة إلى رئيس سجن إيفين حيث احتُجز، أشار فيها إلى «تعرّضه لتعذيب». ونشر الموقع الرسالة التي كتبها بهشتي، قبل أخذه إلى آخر جلسة لاستجوابه، وورد فيها انه اعتُقل من منزله «من دون أمر قضائي»، وتعرّض «خلال يومين من الاستجواب، لأشكال من الاعتداء والضرب، وإهانتي ووالدتي، إضافة إلى ركلي ولكمي على رأسي وجسمي». وأضافت الرسالة: «استدعتني الشرطة السايبرية إلى استجواب مجدداً، وأريد أن أعلن أن أي شيء يحدث لي، ستتحمّل مسؤوليته». ونشر «كلمة» شهادة وقّعها 41 معتقلاً في الجناح الرقم 350 في إيفين، ورد فيها انهم رأوا بهشتي بعد تعذيبه، ونقلت عن شهود أن بهشتي قال لهم إنه تعرّض إلى ضرب مبرح، خلال تعليقه من معصميه في سقف وتقييده إلى كرسي، ودُفع على الأرض ورُكل في رأسه وعنقه، كما هُدد مراراً بقتله. وأشار الشهود إلى «أدلة واضحة على حدوث تعذيب، في جسمه»، بينها «تشوّه في وجهه وتوّرم في رأسه ورضوض في أجزاء من جسده وآثار على معصميه من تعليقه من السقف»، إضافة إلى «كدمات واضحة على أجزاء أخرى من جسمه، بينها عنقه وبطنه وظهره». وورد في شهادة المعتقلين ال41: «نشهد بوجود حالات كثيرة لتعذيب سجناء، من أفراد الشرطة في الجناح الرقم 350 في إيفين». وأفاد موقع «سحام نيوز» المؤيد للإصلاحيين بأن الكفن الذي ووري فيه بهشتي، كان غارقاً في الدم، مشيراً إلى تواجد أمني كثيف في مكان دفنه، وفي محيط منزله. وذكر أن السلطات قطعت الاتصالات عن عائلة المدون، كما أوفقت شقيقته لفترة وجيزة، خلال إجرائها حديثاً إعلامياً عن ظروف وفاته. وحضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون السلطات الإيرانية على «إجراء تحقيق وافٍ في القضية، لكشف الملابسات الدقيقة لوفاته».