أكد التشكيلية ذكريات الزوري، أن المرأة كقضية «مهمة وصعبة تناقش من خلال ريشة فنان»، مبينة أن التشكيليين الذين يسيرون على هذا النهج «يسيرون في القضايا الأكثر صعوبة، فليس كل فنان قادراً على تجسيد واقع مشكلة أو قضية للمرأة ضمن لوحة تترك ذلك الأثر العميق». وقالت إن المرأة «أثبتت في مواقعٍ عدة كينونتها ومكانتها، وحققت الكثير من الإنجازات، وأصبح يشار إليها بالبنان، وتغلبت في محافلٍ عدة على الكثير من الحواجز، ولربما تقف أمامها البعض من الأعراف المتوارثة، لكنها مع ذلك أثبتت وجودها». وأضافت: «يثيرني الانقلاب في المعنى، في بعض الأحيان يحرك ريشتي الانفعال، ولربما الحزن العميق، وتارة أجد الفرح يصنع لوحة جميلة، الأمر له صلة بالحال المزاجية التي أعيشها، فالحرية لها دور كبير في إطلاق العنان لمخيلتي، والريشة ترفض القيود، وتبحث عن مناخ من خلاله يُكسر الملل والرتابة، ثمة لحظات أجد من خلالها أن الكرسي يقيدني، فأنطلق منه وأتحرر كجزء من حريتي». وقالت الزوري ل«الحياة» إثر مشاركتها الأخيرة في مهرجان الدوخلة التراثي: «ما زلت بعيدة عن جمعية الثقافة والفنون، والأسباب تخصني كوني انقطعت لمدة خمس سنوات عن الفن، وعودتي جاءت قبل سنوات ثلاث». وتطرقت إلى الدور المهم لجمعية الثقافة في المنطقة الشرقية، مشيرة إلى أنها «داعم أساسي ومحوري للفنانين التشكيليين وفي نهضة الفن بالمنطقة الشرقية بشكلٍ خاص والمملكة بشكلٍ عام من ناحية التسويق الإعلاني للتشكيليين، إضافة إلى أن تواصلهم كفنانين مع الجمعية يخلق فرصاً للتعاون والتعارف حول ما يدور من إبداع من خلال الفنانين الآخرين، الأمر الذي تفتقر إليه المناطق الأخرى ونحظى به نحن». وشاركت الزوري في مهرجان الدوخلة التراثي بلوحتها «ذهب مع الريح» وعنها قالت: «أصنف لوحتي ضمن المذهب التعبيري، وجاءت حكايتها بمناسبة مرور ثمانية أعوام على ذكرى زفافي، الأمر الذي تزامن والشهر الذي أقيم فيه مهرجان الدوخلة التراثي الشعبي، ورسمت في اللوحة البطلة وهي تمسك القناع، الأمر الذي كنت أفعله في الحقيقة»، مشيرة إلى أن رسم اللوحة أخذ منها 15 يوماً، «ما إن أمزج الألوان حتى تبدأ قصتي مع الرسم، تثيرني إيماءات اليدين وحركات الجسد، وتلك هي أجندتي الخاصة حال بدء أي قصة مع الرسم»، مضيفة أن لوحة «ذهب مع الريح» عبرت من خلال نظرات البطلة عن الحزن، الأمر الذي قلما يشعر به المتلقي لكوني أرسم روحاً مختلفة عن الظاهر لشخصيتها، وهذا هو السر في لوحتي التي تحمل من مضمون أسمها الشيء الكبير. وأشارت إلى أن بطلات لوحاتها يتصفن ب«الكيد والشر أحياناً، وقد تظهرهن لوحاتي كجمال خارجي من دون انعكاس الشعور الداخلي، ما يستفز البعض من التشكيليين، فمن خلال لوحتي «ليلى» التي هي مستقاة من الأساطير الأوروبية، جسدت صورة لامرأة بالغة الجمال، لكن بداخلها روحاً شريرة، على رغم أن البعض من الروايات الأخرى صورتها «ليلى» بالمرأة الطيبة البريئة»، واصفة اتجاهها في الرسم ب«غير المألوف». خرجت عن تصوير المرأة من البساطة الهادئة إلى المرأة الشريرة، من خلال التصوير والإخراج. وترفض الزوري «إخفاء الأسرار الفنية عن المتدربين لديها». وقالت إن الفنانين «عادة ما يتصفون بالعطاء، وغالباً ما أكشف أسراري للمتدربين الذين أقوم بتدريبهم، لكن ثمة سحراً يقبع في كل لوحة من أحاسيس الفنان نفسه، وهذا الأمر لا يمكن فك سره للآخرين،لأنه بصمات إحساس خاصة لا يمكن نقلها». وبخصوص أجندتها للتحضير للوحاتها الفنية قالت: «ما إن أمزج الألوان حتى تظهر اللوحة، أعتمد بشكلٍ عام على حركات الأيدي والجسد».