يفرض أسبوع الموضة في الصين نفسه على العين قبل أي شيء آخر. أزياء يفوق سحرها التصميم أو الشك أو التطريز اليدوي، لتصبح أقرب إلى كرنفال أزياء وألوان متنقل بين صور وكالات الأنباء. دخلت الصين وآسيا بشكل عام، وبشكل واسع النطاق، عالم الموضة في السنوات الأخيرة، ليتعدى الكلام عن هذه البلاد عدد السكان والحد من الإنجاب، وتطورها الصناعي أو التكنولوجي، وقدرتها على الابتكار أو التقليد، وجودة بضاعتها من عدمها، لتصبح رقماً أساسياً في عالم الموضة الزاخر بالتنوع والتقاليد واللمسات العامة التي تفرضها البيئة في كل مكان. في أسبوع الموضة لربيع - صيف 2013، خلعت الأزياء الصينية الثوب الغامق، لترتدي مجموعة مفرحة من الألوان التي تبدأ بالأحمر من دون أن تهمل لوناً واحداً من الألوان الزاهية من دون أن تنتهي بالأبيض. يبدو ذكر أسماء مصممي الأزياء الصينيين عبثياً إلى حد طالما أن التصاميم تبدو بمعظمها «محلية» المنشأ والتوزيع، ليبدو المستهلك الصيني قادراً على النهل من أي خط يعجبه في عالم الأزياء، في الوقت التي تبقى الأزياء الموقعة باسم مصمميه أقرب إلى أزياء احتفالية، إذا لم نشأ أن نقول تنكرية. ومع ذلك لا يمكن تجاهل المصمم «فو زيشينغ» Fu Zhicheng الذي يبلغ من العمر 48 سنة وحصد واحدة من أرفع الجوائز المخصصة للمصممين الصينيين على هامش أسبوع الموضة، هو الذي شارك بأكثر من عرض عالمي كان آخرها في أسبوع برلين للموضة العالمية. تستحضر مجموعة الموسم المقبل السيشوان والتيبيت على المسرح، مفعمة بالتفاصيل والألوان والتكنولوجيا. تركيبة متنوعة مفعمة بالتقاليد تستحضر التنين الصيني وأشكال المنازل وتفاصيل الحياة والألوان، قبل أن تبهرك بتصاميم راقية لأزياء تليق بالمناسبات الكبرى، وبمختلف الأذواق. فالتصاميم المعروضة في أسبوع الموضة الصيني، لا تقتصر على الأزياء التقليدية كما توحي بغالبيتها، ولكن هناك ما يليق بالمرأة العصرية تماماً والتي تسعى إلى لمسة مختلفة في الملابس الراقية، وإن كانت بلون مركب أو بأقمشة مطبّعة بما لا يمكن تخيّله. أزياء مفعمة بالتفاصيل الدقيقة التي تتوزع على الأقمشة كلوحات فنية عريقة تأتي من الماضي لتحاكي الحاضر وتنعكس على المستقبل بواحدة من أكثر اللوحات تنوعاً تنهل من بئر الثقافة والحضارة الصينية لتقدم إلى العالم لوحات فنية متحركة على خشبة العروض العالمية. بدأ أسبوع الموضة الصيني يأخذ حيزاً في التغطية الصحافية العالمية، وإن لم ينل حتى الآن الزخم الذي تنعم به أسابيع الموضة العالمية في ميلان أو نيويورك، ولم يصل إلى أن يسرق الأنظار كما يحصل مع أسبوع الموضة في باريس أو روما، ولكن من دون أدنى شك السوق الآسيوية تدخل إلى عالم الموضة من الباب الواسع، متحصنة بتفاصيل استعراضية تصعب مجاراتها.