المصمم اللبناني العالمي، لقب لم يعد غريباً على أسماء كثيرة متداولة في عالم الأزياء والموضة. لقب يصعب استحقاقه في كثير من الأحيان، إلاّ أن عدداً غير قليل من اللبنانيين وصل إلى العالمية، لتلعب أزياؤهم دوراً في الاتجاهات العامة لهذا المجال. من إيلي صعب الذي دخل العالم من بابه الواسع، تقدمت ثُلّة من المصممين اللبنانيين الكبار الذين حجزوا لأنفسهم مكاناً على الخريطة العالمية للموضة. جورج شقرا، زهير مراد، عبد محفوظ، جورج حبيقة، طوني ورد، داني أطرش... أسماء فرضت أنفسها على خشبات باريس وروما في المثابرة على تقديم المجموعة تلو الأخرى في المواسم المتتالية. الأزياء الراقية تطبع عمل هذه الأسماء، وإن قدّم بعضهم مجموعاته للألبسة الجاهزة إلاّ أنه من الصعب تجاهل هذا التفاصيل الراقية التي تميّز كل منهم في عالمه. من العاصمة الإيطالية، قدّم عبد محفوظ مجموعته الجديدة، مكرّساً مكانته في هذا العالم، مجموعة اتسمت بزخرفة أنيقة مليئة بالتفاصيل المثيرة، حيث زاوج بين سحر الألوان وسلاسة التصميم المفعم بالأنوثة المترجمة عبر الدانتيل والموسلين. وفي حين بدت الفساتين مشدودة عند الخصر بحزام رفيع من المخمل بلون الفستان نفسه، ظهرت الأكتاف مريحة بحجم عريض، وحافظ الفستان على طابعه المرن عبر المدى الذي مُنح له. وطغت على المجموعة الألوان الزاهية، تدرّجت منها ألوان أخرى أضفت سحراً، وظهرت فيها الزخارف المنقوشة بطريقة عصرية على مواقع عدّة من التصاميم بأحجار صغيرة من الكريستال. أمّا طوني ورد فقدم مجموعته تحت عنوان Nuance، معتنياً بالقصات التي تنوعت بين العصري - المتوقع، وبين العصري - الاستثنائي. مجموعة ورد طبعتها الأشكال الهندسية، التي تبيّن الخطوط الأفقية والعمودية والدائرية، لمحاكاة أنوثة المرأة، وإعطاء إطلالتها لمسة خاصة، عبر اعتماد مبدأ ال Volume Architecture، وهو نمط حديث في التصميم، يستند إلى الفن التشكيلي مع مراعاة الأسس الهندسية. أمّا الألوان فانطلقت من أقصى امتدادات اللون الطبيعي إلى أقصى درجة من نقيضه. وقدّم جورج شقرا، في باريس، مجموعته للموسم المقبل فجاءت مفعمة بكم من التفاصيل الهادئة التي تضفي ببساطتها علامات من الفن المتخفي بين القطب، فتسدل على الأقمشة أسلوباً من الأناقة السهلة - الممتنعة. استوحى حبيقة مجموعته للموسم المقبل من الأساطير حيث تنصهر حريّة العيش مع حريّة الحب، وجمع بين رومانسيّة القصص الخيالية ووادي الأحلام وبين شغف قصص العشق والغرام، في مجموعة عكست تألّق الطبيعة وضمّت فساتين سهرة حالمة وأزياء متناسقة تنوّعت أقمشتها بين المخمل والموسلين والأورغانزا والجورجيت. واستعان حبيقة بتدرّجات اللون الوردي القرمزي، والأحمر التوتي والأزرق السماوي. وبدهشة الحلم، أطلق زهير مراد مجموعته مستوحياً عالم الأزهار والنباتات والأحجار الكريمة ولوحات الموضة الأسطورية في الخمسينات، فجاءت الفساتين أشبه بأزهار متفتحة تعبق أنوثة ورومانسية. كألبوم ذكريات وهمية تتجدّد في حداثة وعصرية، ظهرت المرأة في فساتين سهرة ذات تنانير فضفاضة من التول والدانتيل تبيّن القدّ الممشوق بفضل كورسيهات مشدودة على الظهر. فبدت كباقات من التفتا والحرير، بألوان متدرجة. وتضمّنت المجموعة فساتين سهرة وكوكتيل ضيقة، وفساتين من الدانتيل مطرّزة بالكامل بلآلئ حمراء تحتضن جسد المرأة وتزداد بريقاً عند كل حركة. إضافة إلى فساتين طويلة تنساب كشلالات من المخمل وتعطي المرأة طلّة جذابة وفريدة وتبرز جمال قدّها. وقدم داني أطرش مجموعة تميزت بموديلات مبتكرة تناسب السيدة العصرية بألوان دافئة وغنية بلمعان تطريز فيه الكثير من سحر الشرق.