قتلت امرأة وأصيب أربعة على الأقل يوم الاحد عندما اندلع القتال مجددا في شرق أوكرانيا ليعرض للخطر اتفاقا لوقف إطلاق النار أبرم قبل أقل من يومين بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين المؤيديين لروسيا. واتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بين ممثلين من أوكرانيا وقيادة الانفصاليين وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا يوم الجمعة في مينسك عاصمة روسيا البيضاء جزء من خطة سلام تهدف إلى إنهاء صراع مستمر منذ خمسة أشهر أدى لمقتل قرابة ثلاثة آلاف شخص وسبب أسوأ مواجهة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. واستؤنف القصف قرب ميناء ماريوبول المطل على بحر أزوف بعد ساعات من اتفاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو خلال مكالمة هاتفية على أن الهدنة صامدة فيما ناقشا سبل إيصال المساعدات الإنسانية. وسمع شاهد من رويترز قصفا مطولا في منطقة شمالي دونيتسك ورأى سحبا من الدخان الأسود في أجواء المنطقة بالقرب من المطار الذي تسيطر عليه القوات الحكومية. وقال أحد المتمردين المسلحين مازحا "استمع إلى صوت وقف إطلاق النار.. هناك معركة حقيقية تدور هناك." وأصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا جديدا عن الصراع اتهمت فيه المتمردين والميليشيات الأوكرانية بارتكاب جرائم حرب ونشرت صورا التقطت بالأقمار الصناعية قالت إنها تظهر حشدا من المدرعات والمدفعية الروسية في شرق أوكرانيا.وقال ساليل شيتي الأمين العام لمنظمة العفو الدولية في بيان "أدلتنا تظهر أن روسيا تغذي الصراع من خلال التدخل المباشر وعبر دعم الانفصاليين في الشرق. وعلى روسيا أن توقف التدفق المستمر للأسلحة وغيرها من الدعم لقوة متمردة ضالعة بشكل كبير في انتهاكات فادحة لحقوق الإنسان." وتنفي روسيا إرسال أي قوات أو تسليح المتمردين على الرغم من أن حلف شمال الأطلسي يقول إن هناك أدلة دامغة على عكس ما تقوله روسيا. وأصر المتمردون والجيش الأوكراني يوم الاحد على أنهما ملتزمان بوقف إطلاق النار وحملا بعضهما اللوم عن أي أعمال عنف ترتكب. وقال فلاديمير أنتيوفييف نائب رئيس وزراء ما يسمى بجمهورية دونيتسك الشعبية لرويترز "حسب علمي فإن الجانب الأوكراني لا يلتزم بوقف إطلاق النار. لدينا جرحى في صفوفنا في مواضع عدة. نلتزم بوقف إطلاق النار." وفي وقت سابق قالت قوات الحكومة إنها تعرضت لقصف مدفعي شرقي ماريوبول وهو ميناء حيوي لصادرات الصلب الأوكرانية وفي الأيام التي سبقت وقف إطلاق النار كانت القوات تحاول صد هجوم كبير للانفصاليين على ماريوبول. وتسبب القصف في ماريوبول في سقوط أول ضحية مدنية منذ بدء وقف إطلاق النار. وأكد مسؤولون محليون مقتل امرأة في الثالثة والثلاثين من عمرها في وقت مبكر يوم الاحد وقالوا إن أربعة أشخاص على الأقل أصيبوا. وقال سلافيك وهو جندي أوكراني يحمل مدفعا رشاشا "هؤلاء الإرهابيون الروس يحاولون إخافتنا. ينبغي أن يحترموا وقف إطلاق النار. إنهم يكذبون طيلة الوقت. هم أشخاص بلا شرف." وتابع "غادرنا هذه المنطقة أول أمس. والجميع شاهدنا نسحب الدبابات تنفيذا للاتفاق. لم نترك سوى فرقة مزودة بسلاح خفيف لمراقبة نقاط التتفيش وهؤلاء الوحوش انتهكوا كل كلمة في الاتفاق." وشاهد مراسل لرويترز في مسرح الأحداث على بعد عدة كيلومترات من المدينة التي يسكنها 500 ألف نسمة حرائق مستعرة قبل منتصف ليل السبت فيما توجهت تعزيزات أوكرانية شرقا على وجه السرعة نحو الخط الذي يفصل بين الجانبين. ووافق بوروشينكو على اتفاق وقف إطلاق النار بعد ان اتهمت أوكرانياروسيا بإرسال قوات وأسلحة لأراضيها لدعم الانفصاليين بعد أن تكبدوا خسائر كبيرة خلال الصيف نتيجة لهجوم من قوات الحكومة. وتشمل خارطة الطريق نحو السلام التي أبرمت يوم الجمعة تبادلا لأسرى الحرب وإقامة ممر إنساني للاجئين والمعونات. ولا يوجد مؤشر على حدوث تقدم في أي من هذين الأمرين يوم الاحد * طمأنة جورجيا من جهة ثانية تعهد وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل بالمساعدة في تعزيز القدرات العسكرية لجورجيا خلال زيارة نادرة للجمهورية السوفيتية السابقة التي تتابع أزمة أوكرانيا بقلق بعد الحرب التي سبق وأن خاضتها مع روسيا في عام 2008. وكانت العاصمة الجورجية تفليس هي المحطة الأولى لهاجل بعد قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز التي تعزز فيها وضع جورجيا مما جعلها تقترب من تحقيق هدفها لنيل عضوية الحلف وهو امر تعارضه موسكو بشدة. وقال هاجل للصحفيين بعد محادثات مع وزير الدفاع الجورجي "أفعال روسيا هنا وفي أوكرانيا تمثل تحديا على المدى الطويل تأخذه الولاياتالمتحدة على محمل الجد." وأضاف "لكن أفعال الرئيس (فلاديمير) بوتين جعلت الولاياتالمتحدة وأصدقاءنا في أوروبا بما في ذلك جورجيا اكثر تضامنا." وجاءت تصريحاته في الوقت الذي بدأ يتداعى فيه وقف اطلاق النار الهش في أوكرانيا مع استئناف القتال في الصراع المستمر منذ خمسة أشهر بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا. وقال وزير الدفاع الجورجي اراكلي الاسانيا إنه يتمنى نجاح وقف اطلاق النار لكنه أشار إلى ان "التجربة المريرة" لبلاده مع روسيا لا تبعث على الأمل. ووصف الصراع في أوكرانيا بأنه امتداد لما حدث في جورجيا عام 2008 عندما شنت روسيا خربا لمدة خمسة أيام ضد جوريا بسبب اقليم متمرد. وقالت موسكو وقتها انها عملية لحماية الناس في منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية من هجمات لقوات تفليس في حين اتهمت جورجيا وحلفاؤها الغربيون روسيا بارتكاب عمل من اعمال العدوان. ويقول الكثير من الساسة الغربيين إن تدخل روسيا في جورجيا كان تمهيدا للتدخل في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكها بعد أن أرسلت قوات اليها. وقال ألاسانيا "بالطبع فإن من المؤلم بالنسبة لنا أن نرى أن العالم لم يستطع وقف السلوك العدائي لروسيا ونحن ندفع الان ثمنا آخر" في أوكرانيا. ووصف هاجل حزمة الاجراءات المنبثقة عن قمة حلف الأطلسي بأنها "انتصار كبير" لجورجيا. وقال مسؤول أمريكي إن هذه الاجراءات احتوت على خطط لبناء مركز تدريب عسكري في جورجيا وتعزيز تبادل المعلومات المخابراتية واجراء المزيد من المناورات المشتركة. وبحثت الولاياتالمتحدةوجورجيا ايضا خطوات بشأن بيع طائرات هليكوبتر من طراز بلاك هوك لتفليس وجدد هاجل تعهدات الولاياتالمتحدة بدعم مساعي جورجيا في الحصول على عضوية حلف الأطلسي.وقال هاجل إنه أول وزير دفاع أمريكي يزور تفليس منذ عام 2003.