أكد الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند أن زيارته للسعودية سمحت له بالتحدث مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس عن «السياسة والثقة والإرادة المشتركة». وأضاف: «مواقفنا واحدة تجاه ما يحدث في سورية، وإدانتنا للانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري في حق شعبه، ومطالبتنا بعملية انتقال سلمي للسلطة، ودعمنا للمعارضة المجتمعة في الدوحة، ولا بد أن تشكل المعارضة حكومة وتختار شخصية توافقية على رأس هذه الحكومة الانتقالية. وعبرنا عن أهمية حشد المجتمع الدولي، ومساعدة اللاجئين في لبنان وتركيا والأردن، ومساعدة المناطق السورية المحررة». وأكد هولاند أن لبنان يحتاج إلى استعادة وحدته عن طريق الحوار، «الذي يجب أن يشمل كل القوى السياسية» وذكر أن السعودية وفرنسا تريان أن إيران تسعى إلى الحصول على قوة نووية حربية، «وهذا بالتحديد خطر على المنطقة والعالم أجمع». وأضاف: «الموقف المشترك الذي نعبر عنه يدعو إلى تكثيف العقوبات لردع النظام الإيراني عن سعيه إلى الحصول على السلاح النووي. ونعلن استعدادانا لمفاوضات، بشرط أن تكون حقيقية وصادقة». وقال عقب لقائه خادم الحرمين الشريفين في جدة أمس: «بشكل أوسع لدينا نحن وخادم الحرمين المبادئ نفسها، وهي مبادئ استقرار أمن المنطقة، وعلى صعيد النمو الاقتصادي. أود أن أشيد بالسلطات السعودية التي فهمت جيداًَ أن تناقص كميات النفط الإيراني يعني تناقص واردات النفط في العالم، ويمكن أن يرتفع سعر النفط، وأن استقرار الأسعار هو في مصلحة المستهلكين، فيتعين على كل طرف أن يتحمل مسؤولياته نحو الانتعاش الاقتصادي». وأوضح أن السعوديين أكدوا حرصهم على ذلك. وقال إن المملكة عضو في مجموعة ال 20، «وتحمل مسؤولية كبيرة تجاه ما يجب أن تفعله، وهي ملتزمة بحصتها الإنتاجية من النفط». وأضاف الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي عقده في مطار الملك عبدالعزيز الدولي قبيل مغادرته المملكة، أنه تحدث مع العاهل السعودي عن السياسة والثقة والإرادة المشتركة. وقال: «اليوم يوم مهم للبلدين ليركزا على علاقتهما التاريخية وتعميقها. أعتقد بأن الزيارة مفيدة لفرنسا والمنطقة وعلاقات البلدين». وذكر أن زيارته سمحت له بتحديد أطر التعاون والشراكة الاستراتيجية مع السعودية. وأضاف أنه سيقوم بزيارة للسعودية العام 2013، وأن الغرض من زيارته الحالية «إقامة علاقة شخصية مع خادم الحرمين الشريفين، إذ التقيته للمرة الأولى مع ولي عهده». وأكد أن هناك فرقاً كبيراً بين الوضع في سورية والأوضاع التي كانت في ليبيا، «إذ إن مجلس الأمن كان على توافق بتحرك عملي لوقف القتل في ليبيا وكان هناك قرار متفق عليه، بعكس الوضع الحالي في سورية، إذ إن هناك وجهات نظر مختلفة في مجلس الأمن تجاه سورية. «وأنا آسف، لأن استخدام الفيتو كان عائقاً للتدخل، فنحن سنساعد المعارضة على الصعيد السياسي والإنساني فعلينا أن ندعم المعارضة لتحوز على الشرعية في تكوينها للشعب السوري». وشدد على أن فرنسا هي التي «تمسك بزمام المبادرة في سورية منذ أشهر عدة، وأنها تحملت مسؤوليتها عندما ترأست مجلس الأمن، وأنها هي التي جمعت المعارضة السورية، وهي التي طلبت الاعتراف بحكومة موقتة في سورية، وهي التي دانت بشار الأسد وطالبته بالتنحي، وهي من طالبت بحماية المناطق المحررة، وتعمل لإيجاد الحلول للاجئين السوريين في الأردن وتركيا ولبنان»، مشيراً إلى أن «فرنسا لديها تاريخ في المنطقة، ولها علاقة مع الشعوب، خصوصاً الشعب السوري. وأحياناً نتمنى أن تكون هناك دول ترافقنا في هذا الطريق، وكذلك أن يكون هناك توافق في مجلس الأمن تجاه الأزمة السورية». وأشار إلى أن هناك مجازر يومية في سورية، «وفي غالبيتها تحت مسؤولية بشار الأسد، وهناك تجاوزات من الطرف الآخر لا ننكرها، ولكن الفريق الذي يطيل عمر الأزمة والنزاع هو النظام السوري، ولا يمكن لفرنسا أن تعمل خارج نطاق مجلس الأمن». وأوضح أنه تطرق إلى حقوق الإنسان مع العاهل السعودي، وأطلعه الملك عبدالله على الإصلاحات التي تحققت في السعودية منذ العام 2005، مشيراً إلى أن التعاون العسكري بين البلدين قائم، ويمكن أن يتعزز. لكن الرئيس الفرنسي أوضح أنه لم يدرجه ضمن المحاور التي ناقشها مع الملك عبدالله.