حمل وزير الخارجية السوداني علي كرتي في شدة على الولاياتالمتحدة ووصفها بأنها دولة «منافقة وضعيفة وميكافيلية تسيطر عليها قلّة من اليهود»، وذلك رداً على تمديد الرئيس باراك أوباما العقوبات التي تفرضها بلاده على الخرطوم منذ 15 عاماً. وانتقد كرتي في حديث بثته الاذاعة الرسمية تجديد العقوبات الأميركية على السودان، وسخر من المبررات التي ساقها أوباما لحظة اعلانه تجديد العقوبات والتي تتهم الخرطوم بتهديد مصالح بلاده، ووصفها بأنها «مخجلة جداً وغير منطبقة الآن على السودان»، موضحاً أن صيغة القرار ظلّت تتكرر كل عام من دون تغيير منذ فرضها، ولم تراع المتغيرات التي حدثت على الأرض خلال الأعوام التي تلت صدور القرار. ووصف الولاياتالمتحدة بأنها دولة «منافقة وميكافيلية وضعيفة»، موضحاً أن نفاقها يتجلّى في اصدار بيانات متناقضة عن السودان، مشيراً إلى أنها أصدرت في السابق بيانات بأن السودان دولة متعاونة في مجال مكافحة الإرهاب وتشيد بالرئيس عمر البشير وموقفه من اتفاقات السلام مع جنوب السودان. وتابع أن ضعف أميركا يظهر في «تحكّم قلة من اليهود» على مراكز اتخاذ القرار فيها، على رغم القدرات الاقتصادية والسياسية والاعلامية الهائلة التي تملكها واشنطن ويمكن أن تدعم بها السلام العالمي. وأكد أن السودان ليس له علاقة بالإرهاب ولا يخطط للإضرار بالمصالح الاميركية. وكان أوباما جدّد العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان منذ العام 1997. وقالت وزارة الخارجية الأميركية أن «السودان أحرز في السنوات الأخيرة تقدماً في حل عدد من المسائل العالقة مع جنوب السودان، ما يساهم إلى حد كبير في فتح سبل السلام بين البلدين، لكنَّ النزاع المستمر في جنوب كردفان، والنيل الأزرق ودارفور ما زال يهدد الاستقرار الإقليمي، كما أنَّ وضع حقوق الإنسان والأزمات الإنسانية هناك، بما في ذلك عدم وصول المساعدات الإنسانية، أمورٌ خطيرة جدّاً». ولم يستبعد كرتي علم واشنطن المسبق بقصف اسرائيل «مجمع اليرموك للصناعات العسكرية» جنوبالخرطوم أخيراً، مشيراً إلى أن تل ابيب لا تقوم بخطوة مثل هذا العمل من دون الرجوع إلى واشنطن لأن السلاح الذي استخدم في الهجوم طائرات أميركية. بيد أنه قال إن الخرطوم لم توجه أي اتهام مباشر إلى أميركا في هذا الشأن حتى الآن. وقلل كرتي من أهمية فوز أي من المرشحين: الجمهوري ميت رومني والديموقراطي باراك أوباما، في سباق الرئاسة الأميركي، وقال إن سياساتهما الخارجية واحدة تجاه السودان. وفي شأن آخر، قال وزير الخارجية إن زيارة البشير إلى جوبا عاصمة الجنوب ستكون أكثر قيمة من أي زمن مضى بعد توقيع اتفاقات التعاون بين الدولتين. لكنه رهن الزيارة بتنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية وانسحاب الجيش الجنوبي من الأراضي السودانية الحدودية المحتلة. وقال إن البشير «يريد أن يرى ترتيبات أمنية حقيقية قبل أن يذهب إلى جوبا». وستعقد اللجنة السياسية والعسكرية بين البلدين اجتماعاً في جوبا غداً الإثنين. وأعلن انسحاباً جزئياً لقوات دولة جنوب السودان من نقاط في الحدود الشمالية، مشيراً إلى تأخر الانسحاب من مناطق أخرى بسبب الأمطار. في غضون ذلك (أ ف ب)، أكد مصدر محلي السبت أن هجوما لميليشيا محلية الجمعة على إحدى القرى جنوب شرقي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أدى إلى مقتل 13 شخصاً. وقال المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه إن «الهجوم وقع الجمعة على قرية سغلي حوالى 30 كلم جنوب شرقي الفاشر». وأضاف أنه «صراع قبلي بين ميليشيات محلية والزغاوة» إحدى أكبر القبائل غير العربية في دارفور. وفي إطار متصل، أعلن متمردون سودانيون الجمعة حصول معارك دامية في ولاية جنوب كردفان أسفرت عن 70 قتيلاً في صفوف القوات الحكومية وسبعة في صفوف مقاتلي الجناح الشمالي في الحركة الشعبية لتحرير السودان. وأكد المتمردون انهم قصفوا مجدداً مدينة كادقلي عاصمة هذه الولاية النفطية المتاخمة لجنوب السودان، بعد معارك وقعت في شمال شرقي المدينة. وقال الناطق باسم «الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال» ارنو نغوتولو لودي ل «فرانس برس»: «إنها أكبر الخسائر منذ اندلاع الحرب» في حزيران (يونيو) 2011. وبحسب لودي فإن المعارك الأخيرة اندلعت في وقت كانت القوات الحكومية مدعومة بدبابات وطائرات ومروحيات قتالية تحاول السيطرة على بلدة دلدكو الخاضعة لسيطرة المتمردين والواقعة على بعد حوالى عشرين كلم شمال شرقي كادقلي.