اعتبرت واشنطن أن على الأوروبيين مساعدة اليونان على إيجاد «حل قابل للحياة» إذ لمح مسؤول في وزارة الخزانة الأميركية إلى أن عليهم إعادة جدولة الديون المتراكمة على أثينا. وتصطدم المفاوضات الجارية بين اليونان وترويكا الدائنين - الاتحاد الأوروبي والمصرف المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي - بخلافات على وسائل تمويل البلاد، التي تشهد كساداً للسنة الخامسة على التوالي، من دون زيادة الدين العام المتوقع أن يتخطى هذه السنة 170 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. ورداً على سؤال عن إمكانيه إعادة جدولة ديون اليونان للأوروبيين، اكتفى المسؤول البارز في الخزانة الأميركية بالقول: «مهم جداً أن تساعد أوروبا اليونان على إيجاد حل قابل للاستمرار». وأضاف المسؤول في مؤتمر صحافي هاتفي اشترط فيه عدم الكشف عن اسمه: «في وقت تبدأ اليونان إصلاحات صعبة، على أوروبا أن تتوحد حول هذه الإصلاحات». وفي إطار الترويكا، أفاد صندوق النقد بأنه ليس مستعداً لزيادة دعمه المالي لليونان، فيما يرفض الاتحاد الأوروبي والمصرف المركزي الأوروبي إبداء أي تساهل حيال اليونان التي حصلت على خط اعتماد يبلغ 130 بليون يورو حتى نهاية 2014. وتضع أثينا في الوقت الراهن اللمسات الأخيرة على خطة تقشف جديدة لإقناع الترويكا بأن تدفع لها قسماً من مساعدة تبلغ 31.2 بليون يورو، تعد حيوية لمالية البلاد. وأكد المسؤول الأميركي أن «اليونان والترويكا على وشك التوصل إلى اتفاق»، لافتاً إلى أن أوروبا هي «الريح المعاكسة» الأساسية للازدهار العالمي وستكون في محور النقاش في اجتماعات وزراء المال ومحافظي المصارف المركزية في بلدان مجموعة العشرين في مكسيكو سيتي اليوم. وأضاف المسؤول: «مع الاعتراف بأن أوروبا تبقى اقوى العوامل التي تؤثر في شكل سلبي في النمو العالمي، سيكون هناك اهتمام كبير داخل مجموعة العشرين في شأن التعامل مع الأزمة الأوروبية». وتتعارض تعليقات المسؤول الأميركي مع تصريحات لمسؤولين من أعضاء آخرين في مجموعة العشرين التي تضم اكبر الاقتصادات في العالم، بأن المشكلات المالية في الولاياتالمتحدة ستكون من بين المسائل الرئيسة في اجتماعات المجموعة. وقال المسؤول في الخزانة الأميركية إن اجتماعات مجموعة العشرين ستركز على الخطوات الإضافية التي يجب أن تتخذها الدول النامية لتعزيز الطلب المحلي واتباع سياسة مرنة لسعر الصرف. وقال: «ما زال على الصين، مثلاً، أن تقطع شوطاً أكبر في تحقيق سعر صرف يستجيب لقوى السوق وتصحيح الاختلالات بطريقة متواصلة». لكنه أضاف أن بكين حققت تقدماً بالسماح لقيمة اليوان بالارتفاع بأكثر من 11 في المئة بالأسعار الحقيقية أمام الدولار منذ 2009. أزمة اليورو في قمة آسيا - أوروبا تفتتح غداً في لاوس قمة آسيوية - أوروبية ستسعى خلالها أوروبا إلى إيجاد بعض الدينامية الآسيوية لمساعدتها على الخروج من أزمة الديون، خصوصاً في ضوء الترابط المتزايد بين الكتلتين في الاقتصاد العالمي. وينتظر وصول نحو 50 رئيس دولة وحكومة الى فيينتيان في عدادهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، فضلاً عن رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو. وسيكون هدف هذا الوفد إظهار القوة والوحدة في زمن الاضطرابات. ولفت ديبلوماسي من جنوب شرقي آسيا طلب عدم كشف هويته إلى ان الأوروبيين «مدركون الأهمية المتنامية التي تكتسيها آسيا كمحرك للنمو الاقتصادي العالمي. وسيستفيدون من القمة لطمأنة آسيا إلى ان الوحدة النقدية لن تنهار حتى في غياب حل فوري لأزمة الديون». وتشكل «قمة آسيا - أوروبا» (أسيم) التي تعقد كل سنتين منذ 1996، فرصة للتكتلين لتعزيز علاقاتهما التجارية واستثماراتهما. وقال وزير العمل الفرنسي ميشال سابان الأسبوع الماضي في إطار زيارة رسمية إلى هانوي: «عندما تكون أوروبا في صعوبة يسود قلق شامل»، مضيفاً: «علينا ان نظهر للعالم ان أوروبا لا تتراجع بل إنها تتقدم».