بيّن استطلاع للرأي العام في إسرائيل أجراه معهد «داحف» لمصلحة صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه في حال قرر وزير الرفاه الاجتماعي والمواصلات القطب في «ليكود» موشيه كحلون الانفصال رسمياً عن الحزب وتشكيل قائمة حزبية جديدة تخوض الانتخابات المقبلة، فإنه سيحقق لو جرت الانتخابات اليوم، نتيجة طيبة ويحوز على 13 مقعداً، خمسة منها على حساب تحالف «ليكود بيتنا» بزعامة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الذي سيحصل في هذه الحال على 30 مقعداً فقط (يتمثل اليوم ب42 مقعداً). كما أفاد الاستطلاع أن حزب «كديما» بزعامة شاؤول موفاز، الذي خرج من الانتخابات الأخيرة الحزب الأكبر، لن يجتاز في الانتخابات المقبلة نسبة الحسم. وأظهر الاستطلاع أنه في حال قرر كحلون خوض الانتخابات مستقلاً، فإن تكتل اليمين – المتدينين المضمون مسبقاً في جيب نتانياهو، سيحصل على 43 مقعداً في مقابل 38 مقعداً لأحزاب الوسط واليسار، و13 مقعداً لكل من حزب كحلون وحركة شاس» الدينية الشرقية المتزمتة، ومقعدان لحزب «عتسموؤت» برئاسة وزير الدفاع ايهود باراك غير المحسوب على أي من التيارين، و11 مقعداً للأحزاب العربية. وتعني هذه الأرقام أن هوية من سيُكلف تشكيل الحكومة سيقررها حزب كحلون وحركة «شاس»، اللذان لا يختلفان عن تكتل اليمين – المتدينين في تطرفهما السياسي، لكنهما يختلفان عنه في أجندتهما الاجتماعية الداعمة للشرائح الضعيفة فيما أجندة اليمين تخدم حيتان المال. وكان كحلون الذي اعتبره نتانياهو أفضل وزرائه نشاطاً، أعلن قبل اسبوعين في شكل مفاجئ اعتزاله الحياة السياسية وعدم ترشيح نفسه على لائحة «ليكود» الانتخابية للكنيست المقبلة، لكنه أكد بقاءه في «ليكود»، وهو ما لم يتأكد بعد في أعقاب تسريبات من أوساطه القريبة أنه يفكر بترؤس قائمة جديدة ذات اجندة اجتماعية أفاد استطلاع «يديعوت أحرونوت» أمس أنها قد تحصل على 13 مقعداً وتكون بمثابة «بيضة القبان» لدى اختيار الأحزاب مرشحها لرئاسة الحكومة. وأكدت تقارير صحافية أن احتمال انسلاخ كحلون عن «ليكود» وترؤس قائمة جديدة يقض مضاجع الحزب لأنها تخسره مقاعد كثيرة، ويؤرق نتانياهو الذي سيلتقي كحلون فور عودته من فرنسا، وقد يقدم له إغراءات بالبقاء في «ليكود»، مثل أن يكون وزير المال في الحكومة الجديدة في حال شكلها نتانياهو. وكان نتانياهو خلال مكوثه في فرنسا طلب من حليفه الجديد، وزير الخارجية، رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان، ومن رئيس الكنيست، القطب في «ليكود» ممارسة ضغوط على كحلون لثنيه عن تشكيل قائمة جديدة، والتقى الاثنان الوزير الذي يتمتع بشعبية عالية في «ليكود» وأوساط الإسرائيليين عموماً، لكنهما لم يتلقيا أي وعد منه بعدم تشكيل قائمة جديدة. وكانت وسائل إعلام عبرية تناولت احتمال أن يشكل كحلون قائمة جديدة مع زعيمة «كديما» سابقاً تسيبي ليفني تتوقع أوساط واسعة بأنها ستحق انجازاً كبيراً. وبرأي مراقبين، فإن ليفني وكحلون قد يلتقيان معاً ليحققا هدفاً مشتركاً: إطاحة نتانياهو الذي تتهمه ليفني باتباع أجندة سياسية - أمنية خطيرة على إسرائيل، فيما يرى فيه كحلون متسلطاً لا يقيم شأناً لوزراء حزبه، ولا تعنيه ضائقة الشرائح الضعيفة اجتماعياً واقتصادياً، وإن كان (كحلون) يتماثل معه بل يفوقه تطرفاً في كل ما يتعلق بحل الصراع مع الفلسطينيين.