حذر مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي مسؤولي البلاد أمس، من تحويل خلافاتهم إلى «ضجة» داخلية، معتبراً ذلك «خيانة». ويتوجّه خامنئي بكلامه إلى الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي كان اتهم القضاء بانتهاج سلوك «غير دستوري»، بعد رفضه السماح له بزيارة سجن إيفين في طهران، حيث يُحتجز علي أكبر جوانفكر، المستشار الإعلامي لنجاد والذي يقضي حكماً بسجنه 6 أشهر، لاتهامه بنشر مواد تتعارض مع الإسلام، وبإهانة المرشد. وكشف نجاد عن فحوى رسالة سرية وجّهها إليه رئيس القضاء صادق لاريجاني، يتهمه فيها بأنه يجهل صلاحياته الدستورية. وشدد خامنئي على أن «الخلافات بين المسؤولين يجب ألا تؤدي إلى اختلاف في العمل وتربص بعضهم ببعض»، ونصحهم ب «نبذ الخلافات الجانبية وعدم إثارة مشاعر الشعب». وأضاف: «على المسؤولين ورؤساء السلطات الثلاث، أن يؤدي كلّ واجبه، وتبادل الرسائل ليس مهماً، لكن عليهم أن يحذروا لئلا تتحول القضايا الهامشية غذاءً لوسائل الإعلام الأجنبية وسبباً لإثارة ضجة». وزاد: «من اليوم والى يوم انتخابات الرئاسة (المقررة الصيف المقبل)، إن أي شخص يستغلّ مشاعر الشعب لإثارة خلافات يرتكب بالتأكيد خيانة بحق البلاد». على صعيد آخر، أكد «الحرس الثوري» امتلاك إيران صوراً لقواعد عسكرية إسرائيلية التقطتها طائرة استطلاع أرسلها «حزب الله» اللبناني في أجواء الدولة العبرية الشهر الماضي، إذ قال رئيس قسم العلاقات العامة في «الحرس» الجنرال رمضان شريف: «تلقّت ايران معلومات مهمة عن القواعد الإسرائيلية التي صوّرتها الطائرة». في غضون ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الدول العربية ستستفيد من أي هجوم قد تشنّه الدولة العبرية على ايران، إذ قال لمجلة «باري ماتش»: «أعتقد بأن شعوراً بالارتياح سينتشر في المنطقة بعد خمس دقائق (على الهجوم)، عكس ما يقوله مشككون. ايران ليست محبوبة في العالم العربي، بل على العكس، وبعض الحكومات في المنطقة ومواطنوها يدركون أن تسلّح إيران نووياً يشكّل خطراً عليهم، لا على إسرائيل وحدها». أما وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، فأشار إلى تفادي أزمة وشيكة، عندما قررت إيران هذه السنة استخدام أكثر من ثلث مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، في أغراض مدنية. وقال لصحيفة «ذي ديلي تلغراف» البريطانية إن القرار «يتيح درس تأجيل لحظة الحسم، من 8 إلى 10 أشهر». لكنه اعتبر أن ايران مصممة على امتلاك أسلحة نووية، مشيراً إلى أن إسرائيل تحتفظ بحق التحرّك منفردة ضدها. تزامن ذلك مع تقرير أوردته صحيفة «ذي صن»، أفاد بأن إسرائيل استجابت طلب أجهزة الاستخبارات البريطانية بتأجيل هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، إلى الربيع المقبل، ل «إعطاء فرصة للعقوبات». إسرائيل والأرجنتين وإيران من جهة أخرى، حذرت إسرائيل الأرجنتين من إبرام أي تسوية مع ايران في شأن تفجير مقرّ جمعية «أميا» اليهودية في بوينس آيرس العام 1994، والذي أوقع 85 قتيلاً و300 جريح. واتهم القضاء الأرجنتيني طهران بالتورط بالهجوم، وطالب بتسليمه 8 إيرانيين، بينهم مسؤولون بارزون، لمحاكمتهم. وأوردت صحيفة «هآرتس» أن الخارجية الإسرائيلية بعثت وفداً بارزاً إلى الأرجنتين لتوضيح أن تل أبيب ستردّ بقوة على أي محاولة لإبرام اتفاق مع طهران حول التفجير لا يشمل تسليم الإيرانيين المشتبه بهم وتعويض عائلات الضحايا. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله: «نطالب بأن تأخذ العدالة مجراها، وبأن يحاكم القضاء الأرجنتيني المشتبه بهم، وفق القوانين السارية في الأرجنتين، أو أي مكان آخر، والحفاظ على حقوق الضحايا». أتى ذلك بعد إعلان الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست، أن «خبراء قانونيين» من ايران والأرجنتين اختتموا في جنيف الإثنين أولَ جولة من المحادثات حول تفجير «أميا»، مشيراً إلى أنهم «قرروا مواصلتها لاحقاً، في موعد ومكان يُحددان عبر القنوات الديبلوماسية».