تكفل الصحافي اللبناني الزميل فداء عيتاني شخصياً بتجاوز إشكال كاد يطيل مدة «احتجازه» لدى خاطفيه في منطقة أعزاز السورية لدى مجموعة تطلق على نفسها اسم «لواء عاصفة الشمال»، والتي اشترطت بعد إطلاقه من جانبها (أول من امس)، أن يتسلمه على الجانب التركي من الحدود السورية-التركية مسؤول رسمي لبناني، الأمر الذي لم يحصل بعد ست ساعات من الانتظار، فأقنع عيتاني خاطفيه بأنه سيجتاز المسافة الفاصلة بين نقطتي الحدود وحيداً، وهذا ما حصل، وصولاً إلى نقطة الأمن العام التركي وتمضية الليل في البلدة التركية غازي عنتاب، على أن ينتقل منها إلى أنقرة وتحديداً إلى مقر السفارة اللبنانية ومن هناك إلى إسطنبول، ثم جواً إلى بيروت ليلاً. وكان وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور اتصل بعيتاني مطمئناً، فيما كان الأخير ينتظر وصول من يتسلمه على الحدود، كما تلقى اتصالات من القائم بأعمال السفارة اللبنانية في أنقرة ربيع نرش، الذي انتظر بدوره أمراً من الوزارة ليتحرك باتجاه الحدود لتسلم عيتاني، ولم يصله هذا الأمر. وعلمت «الحياة» أن سبب تأخر انتقال عيتاني إلى الجانب التركي، رفض الجانب اللبناني اجتياز موفد ديبلوماسي لبناني الحدود التركية باتجاه المنطقة الفاصلة مع الأراضي السورية، كي لا تفسر على أنها دخول إلى الأراضي السورية (منطقة يسيطر عليها «الجيش السوري الحر»). وكانت مدة الانتظار دافعاً لعيتاني لإقناع محتجزيه بأنه سيجتاز وحيداً المسافة المقدرة بنحو 3 كيلومترات وصولاً إلى نقطة الحدود التركية. ولم يخضع عيتاني، وفق معلومات «الحياة»، إلى أي تحقيق يذكر باستثناء إجراءات روتينية من جانب الأمن التركي. وكان عيتاني شكر عبر «تويتر» قبل وصوله إلى بيروت، «جميع الأصدقاء على كلمات التضامن»، مؤكداً أنه «حر مجدداً، على رغم أنني لم أشعر بأنني معتقل أو أسير». وعبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن ارتياحه لإطلاق عيتاني، وتمنى في تصريح وزعه مكتبه الإعلامي، «أن يشكل ذلك بداية لخطوات للإفراج عن جميع المخطوفين» (لا يزال لدى المجموعة الخاطفة 9 لبنانيين آخرين)، وأمل في «تكثيف الجهود والاتصالات المبذولة للإفراج عن هؤلاء وعن آخر خُطف في حلب، وكذلك الشاب سامر نعيم بأسرع وقت ممكن، وتأمين عودتهم إلى أهلهم سالمين». وفي السياق، أكد الشيخ عباس زغيب المكلف من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى متابعة ملف المخطوفين التسعة في سورية، أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم هو المكلف من رئيس الجمهورية بمتابعة هذا الملف، مشدداً على «الثقة به وبالجهود التي يقوم بها في سبيل الانتهاء من هذه الأزمة الإنسانية». وذكرت وكالة «الأنباء المركزية» أن حال قلق سادت أوساط الكتيبة التركية العاملة في إطار قوات «يونيفيل» غداة الاعتصام الذي نفذه أهالي المخطوفين التسعة أمام السفارة التركية لدى لبنان للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم وجراء المواقف التي أطلقوها بأن «الأتراك في لبنان، بمن فيهم العاملون ضمن يونيفيل، غير مرحب بهم على الأراضي اللبنانية». وقالت مصادر أمنية للوكالة، إن الكتيبة المتمركزة في بلدة الشعيتية قضاء صور اتخذت تدابير احترازية حول موقعها وقللت من تحركاتها.