لم يكن يعلم الحاج الفرنسي «توماس» البالغ من العمر(24ربيعاً) أن إسلامه سيأتي نتيجة تحد بصيام ثلاثة أيام من شهر رمضان بينه وبين صديقه الفرنسي المسلم من أصول مغربية لكي يشبع فضوله بما يفعله المسلمون في رمضان وما يعانونه نتيجة الصيام، وإذا به يكمل قصة إصراره ويصوم الشهر كاملاً قبل أن يدخل في دين الإسلام مؤدياً مناسك الحج براحة وطمأنينة، مشيراً إلى أن صديقه يعمل الآن في مقهى بلندن في بريطانيا وهو على تواصل معه. واستمر إصرار توماس بعد صيام رمضان بل بحث في الكتب عن تعاليم الدين الإسلامي وسأل أصدقاءه المسلمين عن علاقة المسلم بربه وعن الراحة التي وجدها خلال الصيام، نشأته لم تكن في عائلة متدينة فأبوه وأخوه الأكبر منه لا دين لهما وأمه تعتنق الكاثوليكية مما جعل قلبه يطمئن للإسلام ويجد فيه ما لم يجده في غيره. ويقول توماس: «هذه أول مرة أحج وأرى فيها الكعبة المشرفة وهي نعمة من نعم الله الكبيرة التي أنعمني بها، فمعاملة الناس والأخلاق الحميدة والتعاون التي وجدتها في الحج كنت أفتقدها سابقاً قبل الإسلام ولم أجدها أيضاً في محيط عائلتي، وسبب دخولي الإسلام هو إشباع الفضول الذي كان بداخلي عن كيفية امتناع المسلمين عن الأكل والشرب نهاراً يومياً لمدة شهر من تلقاء أنفسهم، فحينما سألت صديقي نصحني بالتجربة لمدة ثلاثة أيام ولكنني بدأت معه واستمررت إلى نهاية الشهر معه». نقطة التحول التي حصلت لتوماس لم تكن سهلة في اتخاذ قراره وبعدها مواجهة عائلته بما اتخذه من قرار ورفضهم ما قام به، إلا أن نور الهداية استقر داخله مما جعله يصر على اعتناقه للإسلام واتخاذ قراره الثاني والنقطة الأخرى للتحول، فبعد أن درس الماجستير في اللغة الفرنسية بجامعة السوربون قرر السفر إلى السعودية للتسجيل في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ويدرس فيها وهذه السنة الأولى له فيها. ويوضح توماس أن الدين الإسلامي متوافق مع الإنسان والفطرة التي ولد عليها، مبدياً انزعاجه من والده وأخيه اللذين لا يريدان الدخول في الإسلام ولا يدينان بأي دين داعياً الله أن يهديهما للإسلام كما هداه من قبل، ومشيراً إلى أنه يدعو إلى الله والإسلام باللغة الفرنسية ومظهراً سماحة الإسلام لكي يدخلوا في دين الله.