أحيا الآلاف من أبناء مدينة كفر قاسم وفلسطينيي عام 1948 أمس الذكرى السنوية ال 56 لمجزرة كفر قاسم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد أبناء القرية العزّل خلال العدوان الثلاثي (الإسرائيلي – الفرنسي – البريطاني) على مصر عام 1956. وقتلت قوات الجيش التي فرضت آنذاك حظر التجول على قرى عربية في الداخل قريبة من الحدود مع الأردن، بينها كفر قاسم، 49 من أبناء القرية، شيوخاً وأطفالاً ورجالاً ونساءً، كانوا عائدين بمعظمهم من العمل في أراضيهم الزراعية ومن خارج القرية ولم يعلموا بأمر حظر التجول. وحاولت إسرائيل التكتم على أمر الجريمة لأيام حتى تم فضحها حين قام نواب من الحزب الشيوعي الإسرائيلي بدخول القري، على رغم تطويقها من جانب الجيش. ولاحقاً، تمت إدانة بعض الضباط بالتسبب بقتل الأبرياء، لكن ليس بالقتل، وحكم على قائدهم بدفع غرامة مالية قيمتها قرش واحد. وشارك في مسيرة إحياء الذكرى التي طافت شوارع المدينة قادة الجماهير العربية في الداخل وقوى يهودية تقدمية وأبناء وأحفاد الشهداء الذين رفعوا أعلاماً سوداء وأخرى فلسطينية، ثم بلغوا النصب التذكاري وسط المدينة حيث قرئت الفاتحة على أرواح الشهداء، ووضعت أكاليل الورد على أضرحتهم في مقبرة البلدة. ودعا رئيس بلدية كفر قاسم المحامي نادر صرصور في كلمته الحكومة الإسرائيلية إلى الكف عن سياسة التمييز العنصري والظلم ضد المواطنين العرب، مندداً بالقوانين العنصرية التي سنّتها الكنيست المنتهية ولايتها ضدهم. كما تحدث أحد أحفاد الشهداء وممثل عن مجلس الطلاب في المدينة، ليؤكدا أن جماهير كفر قاسم والجماهير الفلسطينية في الداخل «لن تغفر ولن تنسى». وكانت الكلمة الختامية سياسية لمؤسس الحركة الإسلامية الشيخ عبدالله نمر درويش تناولت شؤون الساعة.