أحيا فلسطينيو 48 أمس الذكرى الثالثة والخمسين لمجزرة كفر قاسم التي ارتكبتها قوات الجيش الاسرائيلي ابان العدوان الثلاثي على مصر، وراح ضحيتها 49 من أبناء القرية لدى عودتهم عصرا الى بيوتهم من حقول الزيتون أثناء موسم القطاف. وخرجت صباح امس مسيرة جماهيرية في كفر قاسم تقدمتها قيادات سياسية ودينية، احياء لذكرى ضحايا المجزرة المروعة التي لم توفر رجلا ولا امرأة ولا طفلا، وارتكبت بتدبير وضوء أخضر من الحكومة الاسرائيلية برئاسة دافيد بن غوريون بعد سبعة أعوام من قيام الكيان الاسرائيلي على أرض فلسطينالمحتلة. وانطلقت المسيرة من ميدان أبو بكر الصديق، متوجهة الى النصب التذكاري لشهداء المجزرة، حيث وضعت الأكاليل، وألقيت عدة كلمات لرئيس مجلس كفر قاسم ومجلس الطلاب وحفيدة أحد الشهداء، لتتوجه المسيرة بعدها إلى مقبرة الشهداء، لقراءة الفاتحة على أرواحهم. واحياء لهذه الذكرى، جرى تخصيص حصص مدرسية في مختلف المدارس العربية في أراضي فلسطينالمحتلة عام 48، بهدف تعريف الاجيال بما اقترفته أيدي المجرمين الاسرائيليين في التاسع والعشرين من تشرين الاول (اكتوبر) 1956، عندما كانت تتعرض مصر لعدوان من جانب (اسرائيل) وفرنسا وبريطانيا على خلفية تاميم قناة السويس. وكانت مصادر إسرائيلية كشفت العام الماضي عن أن مخطط المجازر والتهجير لم يكن يستهدف كفر قاسم فحسب بل مجموعة كبيرة من القرى في المثلث الجنوبي بهدف التخلص من الوجود الفلسطيني فيها. وتاتي هذه الذكرى في وقت يتعرض فيه فلسطينيو 48 لمختلف اشكال الاضطهاد والتمييز من جانب المؤسسة الرسمية الاسرائيلية للتضييق عليهم ودفعهم نحو الرحيل عن ارضهم، وهو ما عبر عنه بصراحة العنصري افيغدور ليبرمان وغيره، عندما ابدوا رغبتهم في التخلص من "عرب اسرائيل" من خلال مبادلتهم بالمستوطنات والمستوطنين في الضفة الغربية، في أي تسوية مستقبلية. وفي عودة الى ذلك التاريخ المشؤوم فقد جرى الاعداد للمجزرة في اوساط قيادات عليا عندما قررت تشديد حظر التجول على القرى الحدودية مع المناطق التي يسيطر عليها الاردن بعد العام 48 وبضمنها قرى المثلث الجنوبي. وتقرر ان يبدأ حظر التجول عند الخامسة مساء بدلا من العاشرة، وكل من يخالف التعليمات يكون مصيره القتل وليس الاعتقال. وعندما كان عشرات القرويين عائدين الى بيوتهم دون علم بهذه التعليمات تم ايقافهم واطلاق الرصاص عليهم "دون رحمة"، اطفالا ونساء ورجالا ، ما ادى الى استشهاد 49 على الفور. لتتولى اثر ذلك حكومة بن غوريون التضليل والخداع وشكلت لجنة تحقيق، اصدرت توصياتها في النهاية وتم توبيخ قائد " حرس الحدود" المدعو "شدمي" وفرضت عليهم غرامة مالية مقدارها "قرش واحد".