أغلقت مساء أمس صناديق الاقتراع لانتخاب ثلاثة مرشحين على مقعد البابا الرقم 118 للكنيسة الأرثوذكسية المصرية من بين 5 مرشحين للمنصب، وسط إقبال كبير على التصويت في ظل إجراءات أمنية مشددة. ومن المقرر أن تعلن النتائج صباح اليوم (الثلثاء) قبل أن تجرى الأحد المقبل «القرعة الهيكلية»، حيث يتم وضع أسماء المرشحين الثلاثة الذين حصلوا على أكبر عدد من الأصوات في ثلاث ورقات مختلفة على مذبح كاتدرائية القديس مرقص في القاهرة ثم يختار طفل قبطي معصوب العينين ورقة واحدة من الورقات الثلاث. ويصبح الاسم المختار بابا الأقباط الجديد الذي يتم تنصيبه في احتفال كنسي يجرى في 18 الشهر المقبل، من المتوقع أن يحضره الرئيس محمد مرسي وعدد من كبار رجال الدولة. وتنتظر البابا الجديد ملفات عدة ستظهر قدرته على التعامل مع الدولة، ومدى انخراط الكنيسة في لعب دور سياسي (خصوصاً في شأن ملف الدستور الشائك)، إضافة إلى علاقة الكنيسة برأس الدولة في ظل حكم الإسلاميين، وقدرته على انتزاع حقوق لطالما طالب بها الأقباط في العهد السابق وفي مقدمها قانون بناء دور العبادة. أما داخل الكنيسة فتنتظر البابا مهمات لا تقل جسامة عن علاقته بالدولة. فلائحة الكنيسة التي تثير الجدل يطالب الأقباط بتغييرها، إضافة إلى ملف الطلاق عند المسيحيين الذي أثار كثيراً من اللغط في عهد البابا الراحل شنودة الثالث. وكان 2412 ناخباً قبطياً بدأوا أمس عملية اختيار بابا الإسكندرية وبطريرك أفريقيا من بين خمسة مرشحين للمنصب الديني هم: الأنبا روفائيل وهو طبيب يشغل حالياً منصب الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، والأنبا تاوضروس أسقف عام البحيرة في دلتا النيل، والأب روفائيل أفامينا وهو أكبر المرشحين الخمسة سناً، والأب سارافيم السورياني، والأب باخوميوس السورياني، ليخلف أحدهم البابا شنودة الثالث الذي توفى في آذار (مارس) الماضي. وتزاحم الناخبون على باب الكاتدرائية المرقسية المصرية في العباسية التي فتحت أبوابها منذ التاسعة صباحاً لاستقبال الناخبين وسط إجراءات أمنية مكثفة، حيث اتخذت قوات الأمن احتياطات أمنية مشددة في شارع رمسيس الذي يقع فيه مقر الكاتدرائية. وانتشرت قوات الأمن المركزي في محيط الكنيسة، إضافة إلى انتشار كثيف لشرطة المرور أمامها، فيما تولت إدارة الكشافة والأمن الخاص بالكنيسة عملية التأمين في الداخل ومنع الصحافيين والإعلاميين من الولوج إلى قاعة الانتخابات. واقتصر الحضور على المرشحين والناخبين واللجنة المشرفة على عمليات التصويت، وهي لجنة مكونة من قضاة وأعضاء في النيابة العامة من الأقباط، فيما سمحت الكنيسة للمرة الأولى في تاريخها، برقابة مؤسسة حقوقية. وتفادياً لإثارة غضب الإعلاميين، بسبب منعهم من دخول قاعة التصويت، وضعت الكنيسة شاشات عرض ضخمة تسمح لأي إنسان بمتابعة ما يجرى داخل القاعة من خلالها. كما نصبت خيمة ضخمة داخل فناء الكاتدرائية للناخبين والضيوف القادمين للتصويت أو المتابعة. وحضر خمسة ممثلين عن الكنيسة الإثيوبية الانتخابات، وساهموا في عملية التصويت. كما شارك في التصويت 12 كاهناً وممثلاً عن أبرشية القدس والشرق الأدنى للأقباط الأرثوذكس، من بينهم خمسة رهبان من القدس. وكان مقرراً مشاركة الأنبا إبراهام مطران القدس، إلا أنه قدم اعتذاراً، نظراً إلى مروره بظروف صحية قاسية، وأصدر توكيلاً لأحد نوابه بالتصويت نيابة عنه. وأصدرت شبكة مراقبون بلا حدود التي سمح لها بمتابعة الانتخابات البابوية، تقريراً أشادت فيه بالتزام الكنيسة طوال مراحل تنظيم الانتخابات بالشفافية في إعلان كل بياناتها في مقار مفتوحة لوسائل الإعلام، وتنقية ومراجعة جداول الناخبين واستبعاد من لا تنطبق عليهم كل الشروط للإدلاء بالتصويت، كإتباع الطقوس والتقاليد الدينية كافة في الفترة السابقة على إجراء الانتخابات البابوية من صوم وانقطاع المرشحين للكرسي البابوي وخلودهم للعبادة. وأضاف التقرير أنه رصد 4 لقاءات عقدها الناخبون قبل عملية التصويت لترجيح اختيار 3 مرشحين من بين 5 في القائمة النهائية. وأشار إلى أنه تم فتح اللجان الانتخابية، وعددها 6 لجان، داخل قاعة واحدة في المقر البابوي في العباسية أبوابها في الساعة التاسعة صباحاً، ولم يتم تسجيل تأخير في موعد بدء التصويت الذي استمر لمدة 8 ساعات متصلة. ونوه إلى أن الانتخابات البابوية تجرى في مناخ هادئ وسلمي وحر حيث يجرى التصويت بسهولة ويسر. وتوافرت مواد إجراء الانتخابات داخل اللجان، ولم يتم تسجيل أي نقص بها. وأضاف التقرير أنه لم ترصد أية عمليات توجيه للناخبين خلال الساعتين الأوليين من التصويت. ولفت التقرير إلى أن الإقبال على التصويت شهد كثافة واضحة منذ الصباح، من جانب الرهبان والقساوسة الناخبين للتصويت في وقت مبكر قبل بدء عملية التصويت داخل المقر البابوي انتظاراً لفتح لجان الانتخاب. غير أن التقرير انتقد عدم إتاحة الفرصة لمتابعي المؤسسة في الساعتين الأوليين من الدخول إلى قاعة التصويت، واقتصار متابعتها من خلال شاشة عرض ضخمة.