تنطلق اليوم عملية اختيار بطريرك الأقباط في مصر بانتخابات أولية لاختيار 3 من بين 5 مرشحين للمنصب الروحي الكبير قبل إجراء «القرعة الهيكلية» يوم 4 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لاختيار البابا الجديد الرقم 118 لخلافة البابا الراحل شنودة الثالث. واختارت لجنة مشكلة من 8 علمانيين و8 من الأساقفة، إضافة إلى قائم مقام البابا الأنبا باخوميوس، أسقفين و3 رهبان لخوض الانتخابات من بين 17 مرشحاً، بعدما نظرت في الطعون المقدمة ضد المرشحين وأجرت اقتراعاً سرياً انتهى لخوض 5 مرشحين فقط الانتخابات، هم: الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة الأنبا روفائيل (54 سنة)، والأسقف العام للبحيرة الأنبا تاضروس (60 سنة)، والقمص روفائيل أفامينا (70 سنة)، والقمص باخوميوس السورياني (49 سنة)، والقمص سارافيم السورياني (53 سنة). ووفقاً لإجراءات كنسية يتم في الانتخاب الأول اختيار المرشحين الثلاثة الحاصلين على أعلى أصوات من بين المرشحين الخمسة، وتوضع ثلاث ورقات تضم أسماء المرشحين على مذبح كاتدرائية القديس مرقص في القاهرة ويسحب أصغر طفل موجود في قاعة الكنيسة من بين الجمهور، وهو معصوب العينين، ورقة باسم البطريرك الجديد الذي سيقام حفل كبير لتنصيبه في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وسيقوم مجلس يضم 2405 أعضاء من كبار رجال الدين ومسؤولين أقباطاً حاليين وسابقين ونواباً في البرلمانات السابقة وصحافيين أقباطاً بالاقتراع اليوم لاختيار المرشحين الثلاثة الذين سيتم تصعيدهم لخوض «القرعة الهيكلية». ووصل إلى القاهرة أمس وفد من قساوسة الكنيسة الأرثوذكسية الأثيوبية للمشاركة في عملية الانتخاب. وأهم ما يميز هذه الانتخابات أن كل مرشحيها من أنصار فصل الكنيسة عن العمل السياسي والاهتمام بالدور الروحي لها. وكانت لجنة اختيار المرشحين للمنصب فاجأت الجميع باستبعاد الأساقفة الكبار الذين عُرف عنهم ممارسة أدوار سياسية في الماضي، وعلى رأسهم سكرتير المجمع المقدس الأنبا بيشوي الذي طالما أطلق تصريحات مثيرة للجدل، وسكرتير البابا المتنيح الأنبا يؤنس الذي ارتبط بعلاقات وثيقة مع مؤسسات الحكم خلال عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك وأيضاً أثناء تولي المجلس العسكري السلطة خلال الفترة الانتقالية. وتأتي عملية انتخاب البابا الجديد وسط صعود سياسي لافت للتيار الإسلامي واحتدام الخلاف بين القوى المدنية والإسلامية حول صياغة الدستور الجديد للبلاد، وكذلك خلافات طائفية تنشب بين الحين والآخر بين المسلمين والأقباط. ووقعت أمس مشاجرة بين مسلمين وأقباط في قرية «ماركو» في محافظة بني سويف (جنوبالقاهرة) بعد مشادات كلامية بسبب استقبال كنيسة القرية أقباطاً من خارجها للصلاة فيها. وتوجّهت تشكيلات من الأمن المركزي والشرطة من أجل السيطرة على الأوضاع وعدم اتساع نطاق الاشتباكات التي سبق أن تكررت لاعتراض سلفيين على ارتفاع صوت ترانيم الكنيسة واستقبالها أعداداً من أقباط القرى المجاورة بحجة غلق الطريق أمام الكنيسة. كما أثارت اعتناق فتاة قبطية الإسلام بعد زواجها من شاب مسلم في محافظة مرسى مطروح سجالاً بين السلفيين ومنظمات حقوقية طالبت بإعادة الفتاة إلى أهلها على اعتبار أنها لم تبلغ سن الرشد. وحذّرت «الجبهة السلفية» منظمات حقوقية أشهرها المجلس القومي للمرأة من المطالبة بإعادة سارة إسحاق عبدالملك إلى أهلها. وقالت الجبهة في بيان إنه «لا صحة لما يردده أهل الفتاة من أنها في الثالثة عشرة من عمرها»، مؤكدة أنها «فتاة بالغة تتحمل الزواج بتبعاته ومسؤولياته وأسلمت وتزوجت بكامل إرادتها». وأكد البيان رفض «محاولات الكنيسة والمنظمات الحقوقية الضغط على وزارة الداخلية لإرجاع الفتاة». وقال البيان: «الفتاة لها كامل حريتها في أن تعلن إسلامها ولها كامل حريتها في أن تتزوج ما دامت بلغت وتتحمل تبعات ومسؤوليات الزواج وسنتصدى بشتى الطرق لكل المحاولات التي تجبرها وترغمها على ما هو ضد حريتها».