قبل عشرة أيام من الاقتراع الرئاسي المقرر في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، يدخل الأعصار «ساندي»، الذي يهدد بعاصفة هائلة تطاول أكثر من 12 ولاية بدءاً من غد الاثنين، في قلب المنافسة المحتدمة بين الرئيس الديموقراطي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني. وسيؤثر الإعصار بالتأكيد على برامج الرحلات الخاطفة الأخيرة للمرشحَين إلى الولايات الحاسمة، في حين يترقب الجميع الأضرار التي سيخلفها واحتمال تعطيله عملية الاقتراع المبكر الذي يعول عليه الديموقراطيون تحديداً، باعتبار أن تأثيره قد يستمر حتى نهاية الأسبوع. وباشرت إدارة أوباما التي تخشى تعرّضها إلى انتقادات حادة في حال فشلها في التعامل مع نتائج الإعصار، كما حصل مع إدارة الرئيس السابق جورج بوش خلال إعصار «كاترينا» عام 2005، تلقّي تقارير مسؤولي الطوارئ، لمتابعة التطورات من كثب. وطالبت الإدارة الوكالة الفيديرالية لإدارة الأزمات بالتأكد من قدرتها على مساعدة المناطق المتضررة ومتابعة الوضع بدقة، في وقت لم يستبعد خبراء أن يخلف «ساندي» أضراراً أكبر من إعصار «آرين» الذي ضرب سواحل المحيط الأطلسي للولايات المتحدة العام الماضي، وأسفر عن سقوط 47 قتيلاً. وفي طريقه إلى السواحل الشمالية الشرقية للولايات المتحدة المكتظة بالسكان، تسبب «ساندي» في سقوط 44 شخصاً بمنطقة الكاريبي، بينهم قتيل في كل من جامايكا والبهاما وقتيلان في جمهورية الدومينيكان و11 في كوبا و29 في هايتي. وحذّر جيمس فرانكلين، مسؤول مركز مراقبة الأعاصير» من أن «ساندي» سيؤدي إلى ارتفاع أكبر في مستوى المياه من «آرين»، وزيادة في درجة هبوب الرياح لأنه سيلتقي بجبهات باردة تتجه جنوباً، وصولاً إلى ضرب ثلث الأراضي الأميركية بدءاً بكارولاينا (شرق) مروراً بالولايات الشمالية الشرقية وأراضي الداخل حتى أوهايو. وأعلن حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، حال الطوارئ، فيما حذّر رئيس بلديتها مايكل بلومبرغ من أن «ساندي» سيكون «عاصفة خطرة جداً قد تعطّل قطارات الضواحي والباصات وحركة المطارات»، داعياً السكان إلى «التنّبه إلى الإرشادات»، وبينها تلك الخاصة بخطط إجلائهم إلى 65 ملجأ «تحتوي مؤناً كاملة». وأبدت وزارة الدفاع (البنتاغون) استعدادها لمساعدة الولايات التي قد يضربها الإعصار، موضحة أن أكثر من 45 ألف جندي مستعدون للتدخّل في 7 ولايات والعاصمة. وأرسل سلاح البحرية 20 من قطعه العسكرية من قاعدة «نورفولك» (فرجينيا، شرق) إلى عرض البحر. وحول واشنطن حيث تسقط أشجار أو يُقطع التيار الكهربائي لفترات طويلة أحياناً، عززت فرق إصلاح الكهرباء.