تصاعد الحجيج يوم أمس من مشعر إلى آخر بصحبة أصحاب حملاتهم مؤسسات الداخل والخارج، تاركين خلفهم مخيماتهم التي ظلت خاوية على عروشها بانتظار عودتهم لرمي الجمرات، ولم يبق بها إلا «الحراس» الذين تشكل غالبيتهم من العمالة الوافدة وكبار السن والطلاب الدارسين بالمرحلة الثانوية داخل مكةالمكرمة. التقت «الحياة» خلال جولتها على المخيمات ب يوسف أبو مياه الموظف بشركة خاصة وهو لم يتجاوز عقده الثالث، والذي يستغل فترة موسم الحج للعمل داخل المخيمات والمستمرة لمدة 15 يوماً. وأوضح أبو مياه أن مهام عمله يحددها صاحب الحملة، فتارة يعمل بالمطبخ لإعداد الوجبات للحجاج، وأخرى يتنقل بالخدمة داخل المخيم، مشيراً إلى أنه في حين موعد التصعيد يتفرغ لحراسة امتعة الحجاج وكامل المخيم، مانعاً دخول الغرباء، ليحصل في نهاية موسم الحج على 1500ريال من إدارة الحملة التي يعمل لديها. ولم ينتظر عبدالرحمن محمد الطالب بالصف الأول ثانوي في مكةالمكرمة تخرجه والتحاقه بإحدى الجامعات للحصول على فرصة وظيفية، إذ قرر استغلال موسم الحج للعمل بالحراسات الأمنية رغم صغر سنه للحصول على مبلغ وقدره 1000ريال من إدارة الحملة، خلال 13 يوماً متواصلة، في حين تصل ساعات العمل في ذروتها بعد التفويج إلى 12 ساعة عمل يومياً. ويرى الوافد حسن محمد أن كبر السن لا يعيقه عن حراسة وحماية أمتعة الحملة الخيرية التي يشرف عليها، كون الجهات الأمنية موجودة على مدار الساعة، إضافة إلى ملاصقة مخيمه لموقع أمني، موضحاً أنه يحصل من خلال هذه المهنة على 1500 ريال مقابل ثماني ساعات عمل يومياً، واقفاً أمام المخيم للتأكد من بطاقات قاطنيه، مفتخراً خلال حديثه مع «الحياة» بعدم حدوث أي سرقات في مخيمه. وذكرت مجموعة من حراس الأمن داخل المخيمات بأنهم يستغلون وقت الحج وتوقف الدراسة لزيادة دخلهم ودخل أسرهم بالعمل خلال الإجازة، وتختلف رواتبهم حسب الأعمال الموكلة أليهم، ولا يقل حدها الأدنى عن ألف ر يال وقت تكليفهم بالحراسة ويرتفع إلى ألفي ريال عند الخدمة داخل المخيمات أو العمل في البوفيه داخل الحملة.