بعد إعادة 1100 امرأة نيجيرية قدمن إلى جدة لأداء فريضة الحج بحجة مخالفتهن نظام التأشيرات الذي ينص بوجوب وجود المحرم، استقرأت «الحياة» الاختلاف الشرعي حول وجوب المحرم للمرأة، وكيف تنظر وزارة الحج لمثل هذه الاختلافات، خصوصاً أن الآراء تتعدد في مثل هذه القضايا. وزارة الحج تشترط وجود محرم مع كل امرأة قادمة لأداء مناسك الحج وفقاً للقانون السعودي الذي يستمد قوانينه من القرآن الكريم والسنة النبوية، إذ نص القانون على وجوب وجود محرم يرافق المرأة في الحج سواء من حجاج الداخل أو الخارج ويستثنى من هذا الشرط المرأة فوق سن ال45 عاما. بينما تتنوع المذاهب في البلاد الإسلامية ويختلف الفقهاء حول مسألة حج المرأة من دون محرم يأتي السؤال حول هذه الحادثة التي تكررت مع نساء أخريات قدمن من ست دول مختلفة تم إعادتهن لبلادهن. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي في وزارة الحج حاتم قاضي ل«الحياة» أن وزارة الحج تراعي اختلاف المذاهب التي يرى بعضها صحة حج المرأة من دون محرم إذا كن في رفقة آمنة لكن النساء النيجيريات وغيرهن من الجنسيات الأخرى اللاتي تم إعادتهن لبلادهن كن مخالفات لهذا الرأي الفقهي أيضاً، لافتاً إلى أن ال 1100 امرأة من نيجيريا لم يأتين في رفقة واحدة إنما جئن في شكل متفرق ممّا أخل بهذا الرأي الفقهي بل جميعهن أخللن بشرط التأشيرة على رغم أن جميعهن موجود في تأشيراتهن يرافقها محرم مع اسم المحرم الخاص بها لكنه لم يأتِ، ويصف قاضي ذلك ب«عدم اكتراث للقانون». ويرى عضو هيئة التدريس في جامعة البترول والمعادن الدكتور خالد المزيني أن من الجيد وجود شرط واضح مثل هذا الشرط في تأشيرة الحج لأنه من الأكيد مبني على دراسات فقهية وحوادث سابقة سُجلت. ويوضح المزيني الخلاف الفقهي بين العلماء حول مسألة مرافقة محرم للمرأة لأداء مناسك الحج ل«الحياة»: «أن بعض العلماء يرى وجوب مرافقة المحرم للمرأة في للحج وإذا حجت من دون محرم فهي آثمة والحج صحيح وآخرون يرون أنه إذا لم يوجد محرم و وُجدت رفقة آمنة فلا بأس في ذلك»، ويشير المزيني إلى الرفقة الآمنة بحملات الحج الموثوقة ومرافقة نساء مأمونات موثوقات لها في الحج. ولفت الباحث الشرعي زيد الغنام إلى أن القانون السعودي يشترط وجوب وجود محرم يرافق المرأة للحج، عملاً بالمذهب الحنبلي الذي يقتضي بأن المحرم شرط لوجوب الحج على المرأة لكنه ليس شرطًا لصحة الحج، وفي حال حجت المرأة من دون محرم حجتها صحيحة لكنه ليس واجباً عليها. ويصف الغنام ل«الحياة» إعادة تلك النسوة المخالفات لبلادهن بأنه «قرار صائب» اختاره جملة من العلماء وهو يحافظ عليهن لأن سفر المرأة من دون محرم يعرضها للخطر، ويؤكد الغنام «أنه لم يفتهن الحج لأنه لا يجب عليهن إذا لم يجدن محرم». يذكر أن وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز، أكد في المؤتمر الصحافي السنوي للحج أن غالبية النساء النيجيريات اللاتي لم يوافق على دخولهن إلى المملكة لأداء فريضة الحج، قدمن من دون محرم وأعمارهن تقل عن 35 سنة، وهذا مخالف للقاعدة العامة الشرعية، متمنياً لهن أداء هذه الفريضة في المستقبل.