يستقبل اليمنيون عيد الأضحى المبارك بقليل من الفرح وكثير من التحسّر والألم لصعوبة تأمين متطلباتهم، وفي مقدمها كسوة العيد وأضحيته. وباستثناء نشاط عدد من الجمعيات الخيرية المحلية والأجنبية التي شرعت في تنفيذ مبادرات طوعية لتخفيف معاناة المحتاجين، غاب الفقراء عن أسواق المواشي التقليدية اليمنية لارتفاع أسعار الأضاحي. ومن خلال جولة سريعة في منطقتي نقم وخولان في صنعاء، وهما من أكبر أسواق المواشي في اليمن، يتضح أن أسعار الأضاحي قفزت بنسبة تصل أحياناً إلى 100 في المئة هذا العام، فبلغ سعر الكبش 30 إلى 50 ألف ريال يمني (140 دولاراً إلى 230 دولاراً)، وهو مبلغ يزيد كثيراً عن معدل دخل المتوسط الشهري للموظف الحكومي اليمني. ويفسر متداولون في السوق ارتفاع أسعار الأضاحي إلى الطلب الكبير وعجز الأسواق المحلية عن استيعاب الطلب، فضلاً عن تهريب الأضاحي إلى أسواق مجاورة مثل السعودية وعُمان. ودعوا الحكومة إلى إنشاء أسواق بديلة، تتولى توفير أضاحي العيد بأسعار منافسة من الأسواق الاحتكارية القائمة التي يتولى إدارتها مضاربون مغالون واحتكاريون ينتظرون موسم العيد لجني أموال طائلة على حساب المواطن. وأكد تجار لحوم إن الأسعار المرتفعة غير مبررة وتعتبر ابتزازاً واضحاً من قبل الباعة، لافتين إلى أن العام الحالي سجل فائضاً في إنتاج المواشي على الصعيد المحلي، بخاصة الأغنام، في محافظات عدة كالحديدة وتعز، وأضافوا أن السعر الطبيعي للكبش يجب ان يكون 20 إلى 25 ألف ريال. وتفيد بيانات اقتصادية يمنية بتراجع نسبة استيراد الأضاحي هذا العام، مقارنة بالأعوام السابقة، مع عزوف عدد من التجار عن مزاولة النشاط بسبب الأحداث. يذكر ان اليمن استورد العام الماضي أربعة ملايين رأس ماشية، منها 456 ألفاً من الصومال عبر ميناء عدن، تلبية لحاجات المواطنين من اللحوم بمناسبة عيد الأضحى. ويبلغ متوسط سعر المواشي المستوردة من دول القرن الإفريقي، بخاصة من إثيوبيا والصومال وجيبوتي، بين 22 و25 ألف ريال، على رغم أن متوسط أسعار الأضاحي الأفريقية لم يتجاوز 15 ألف إلى 25 ألف ريال خلال عام 2010. وسعت الحكومة اليمنية إلى تخفيف معاناة المواطنين في العيد عبر توجيه المؤسسة الاقتصادية التابعة للجيش لتوفير أضاحي العيد للمستهلكين من الأغنام في فروعها في عدد من المدن اليمنية، وبأسعار منافسة. وأشار مسؤول في المؤسسة الى توزيع 30 ألف رأس من الأغنام في كل من مراكزها في العاصمة صنعاء ومدن عدن وتعز وذمار والحديدة، بأسعار منافسة للأسواق التقليدية، تبلغ 20 ألف ريال للكبش. وأضاف ان المؤسسة ستعمل على توفير اللحوم بأنواعها في مراكزها المعتمدة بأمانة العاصمة والمحافظات خلال أيام العيد، وبأسعارها المحددة، سعياً منها الى توفير حاجات المواطنين بجودة ممتازة وبأسعار مناسبة.