نظم نادي حائل الأدبي أخيراً أمسية شعرية للشاعرين جاسم الصحيح وجاسم العساكر، وأدارها رئيس النادي السابق محمد الحمد، الذي استهل الأمسية بسرد سيرة قصيرة لكلا الشاعرين، بحضور جمع من متذوقي الشعر الفصيح. وحدد الحمد جولات الشعر الثلاث التي بدأها الشاعر جاسم الصحيح بشكر نادي حائل الأدبي على إتاحة الفرصة له، قائلاً حائل والأحساء وإن جمعتهما وحدة دولتنا إلا أنهما مجتمعتان بالنخيل. «نحن والنخل كيان واحد». وقرأ جاسم العساكر قصيدة بعنوان: «غزة الجرح والدم وعرس الشهادة»، قال فيها: أطفالها تركوا الحليب فداءها/ كبروا سراعاً ينشرون لواءها/ سلخوا الجلود من العظام قماشة/ تزهو وخاطوا بالجحيم رداءها». ثم ألقى بعدها قصيدة غزلية قصيرة بعنوان: «الحمى» معلناً بها نهاية الجولة الأولى من الأمسية، جاء فيها: مازلت أفتح بالمنى شباكي/ وأطل لا ألقى سوى ذكراك/ علامَ تسرقكِ المسافةُ خلسةً/ أ نسيتِ ما وعدتْ بهِ عيناكِ؟». ورثا الشاعران الراحل محمد الثبيتي بقصيدتين، إذ عنون الصحيح قصيدته ب«موسيقى مؤجلة إلى روح الشاعر محمد الثبيتي»، قال فيها: الريحُ تنأى.. عزاءً أيها القَصَبُ!.. لن نسمعَ النَّايَ بعد اليومِ ينتحبُ/ لن نسمعَ الخمرَ تُرغي وَسْطَ حنجرةٍ.. فيها يُحَدِّثُ عن أسرارِهِ العِنَبُ/ وشاعرٌ هَرْوَلَتْ في مَرْجِ خاطرِهِ.. قصيدةٌ مهرةٌ يعدو بها الخَبَبُ/ حتى قال: إيهٍ (أبا يوسفٍ).. لا زَلَّ عن شفتي.. اسمٌ على صفحاتِ الريحِ يَنْكَتِبُ/ عظمُ البيانِ رميمٌ وَسْطَ هيكلِهِ.. فلا القصائدُ تُحْيِيهِ ولا الخُطَبُ/ تَعَنَّبَتْ شَفَةُ الذكرى ونادمَني.. حزني عليكَ ودارَتْ بيننا النخَبُ». في ما جاءت قصيدة جاسم العساكر بعنوان: «هذا أنت تعود»، وشدد العساكر على أن الشاعر محمد الثبيتي رحمه الله له حق على الشعر والشعراء. واتجه الشعر في نهاية الجولة الثانية إلى الشعر الغزلي، إذ قرأ الصحيح قصيدة بعنوان: «غازلتني من مقلتيك الحياة»، أما قصيدة العساكر فكانت بعنوان: «جاء الصباح يقتاد بمحملها» وأخرى بعنوان: «أشعلت فانوس القصيدة». واستقبل الشاعران بعد نهاية الجولة الثانية مداخلات صوتية وكتابية من الحضور، وبدأت المداخلات بمداخلة من هديل داود، التي أشارت أن للشاعر جاسم الصحيح كتابات أدبية موجودة في موقع «أدب»، ولكن العساكر لا توجد له منشورات أدبية لشعره، فرد العساكر على هذه المداخلة قائلاً بأن له ديوان مطبوع «ولكنه لم ينشر بشكل جيد، ولكن هناك ديوان سيصدر من نادي الشرقية الأدبي، وهناك منشورات أدبية له في عدد من المواقع». وقال الدكتور أحمد شتيوي إن شعر الصحيح رمزي ولا يخلو من غموض، ورد الصحيح قائلاً بأنه لا يرى في شعره الغموض، وأن توظيفه للرمزية يعتبره شيء إيجابي. وسأل خالد العبيد الصحيح عما إذا كان التقاعد سيكون بدايته الحقيقية في الشعر؟ فأجابه الصحيح قائلاً إن الكتابة الإبداعية ليس لها دخل بالعمل. ثم ذكر العبيد للصحيح بأنه في أمسية أحياها في الطائف قال إنه معجب بالشاعر الثبيتي، «ولكن إعلانك بأنك معجب بأبي نواس شجاعة». فرد عليه الصحيح قائلاً: هناك عامل مشترك بين الثبيتي وأبي نواس، فكلاهما يمثلان مرحلة تجديد في عصريهما من ناحية المعنى والمبنى». وبعد نهاية المداخلات تحوّل الشعراء إلى الجولة الأخيرة من الأمسية. وبشكل عام كانت الأمسية متنوعة، وشدا فيها الشاعرين بأجمل قصائدهما، الأمر الذي تفاعل معه الحضور.