اعترض عدد من حضور الأمسية الشعرية التي أحياها الشاعر جاسم الصحيح قبل يومين بنادي الطائف الأدبي، على اختيار الشاعر لمفردات لم تكن مقبولة من الجمهور، فيما أشار بعضهم إلى وجود ثغرات نحوية في بعض القصائد التي ألقاها الشاعر. من جانبه، أبدى الشاعر جاسم الصحيح تأثّره بالشاعر أبي نواس وبالشاعر الراحل محمد الثبيتي، وقال: «إن بعض المفردات التي ذكرها في قصائده جاءت تأثرًا بأبي نواس وهي حالة مجازية لا واقعية. وكان الصحيح قد بدأ أمسيته برثاء الشاعر محمد الثبيتي، فقال: الريح تنأى عزاء أيها القصب لم نسمع النأي بعد اليوم ينتحب إيه أبا يوسف لازال عن شفتي اسم على صفحات الريح ينكتب أيه أبا يوسف الأمس مجمرة من رماد راها اليوم تلتهب ووقف الصحيح عند «لهفة الأقواس»، وقال: أميل نحوك أدنو قاب أنفاسي كما يميل نواسيا على الكأس لينتقل بعد ذلك إلى قصائد: «العروة الوثقى» و»مشاوير روحية» وليقف بنا عند سقراط من خلال «السم العبقري» وليقدم أيضًا «الشاعر الإرهابي» وليختتم الأمسية ب «قراءة في دفتر العائلة». عدد من النقاد والحضور أشادوا بجمال النصوص وبعناوينها، فقال الدكتور عالي القرشي: هنا يتمثل وفاء الشاعر وفاء الإبداع للإبداع، الشعر ليس ذلك الفن الذي تستنزفه المنابر والجوائز وإنما الشعر هو الذي يخلق آفاقًا تتسابق وتتسامق الجوائز والمنابر به وله، والصحيح يجعل من اللغة سفر يحوي عوالم الأشواق ويظهر من خلالها الدهشة بهذا اللقاء. وقال الدكتور عاطف بهجات: هنا رسم لعلاقة المرأة والرجل وكأنه يرسم أطرًا للحياة وقصيدة «الأقواس» معلم شاهد على الرسم الحي لعلاقة المرأة بالرجل لتكون الحياة ولتكون القصيدة بحاجة لبحث ودراسة عن مصادرها وأنواع تلك العلاقة. وقال الدكتور فوزي خضر: لم أجد في المعاجم اللغوية مفردة «مشاوير» فلربما جاءت متأخرة فأراها عبء ولا يكتمل بها جمال الشعر، والشاعر ضمّن قصائدة لغة عامية وكنت آمل ألا أسمع مثل هذا ولكن يظل الصحيح أنيقًا في اختيار عناوين قصائدة ليبهرنا أكثر بجمالها. فيما رأى القاص عبدالعزيز عسيري أن بعض حضور هذه الأمسية ترصّدوا الشاعر وتركوا جمال وعمق الإحساس، فالشعر لا يحتاج لقراءة نقدية، الشعر هذا المساء يحتاج للإنصات فقط. الأمسية أدارها الشاعر أحمد البوق وقد خلت من المداخلات النسائية حيث رأت الشاعرة أحلام الثقفي أن الصالة النسائة تقدم استقالتها من المداخلات لتنصت لشعر. العبادي: «ما هكذا يُكتب الشعر» من جانب آخر، حضر الأديب علي العبادي (رئيس أدبي الطائف سابقًا) للنادي ولكنه لم يصعد لحضور الأمسية الشعرية للشاعر جاسم الصحيح مفضّلًا الانتظار في خيمة النادي حتى انتهاء الأمسية ليقدم كتابه «ما هكذا يُكتب الشعر» إهداء للحضور. وشاد العبادي بشاعرية جاسم الصحيح، وقال: هو من الشعراء الشباب المبدعين الممتعين في شعرهم. وعن أدبي الطائف، قال: العهد الجديد مبشر وعطالله الجعيد إداري ناجح لا أديب والأندية اليوم بحاجة لإداريين ليديروا فضاء الأندية ليقدم الأدباء والمثقفين حراكًا يليق بأدبنا وثقافتنا وتاريخنا الأدبي الجميل.