أعلن نائب إيراني بارز امس، أن بلاده «ترفض» حواراً مع الولاياتالمتحدة حول ملفها النووي، لافتاً إلى أن أي قرار في هذا الصدد يتخذه مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي. أتى ذلك بعدما نفت ايرانوالولاياتالمتحدة تقريراً لصحيفة «نيويورك تايمز» أفاد بأن اتصالات سرية بينهما أسفرت عن «اتفاق مبدئي» لعقد محادثات مباشرة تتصل بالملف النووي لطهران. وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي أن بلاده لا تنوي إجراء محادثات مباشرة مع الولاياتالمتحدة «في الظروف الراهنة»، مشدداً على أن «هذه القرارات يتخذها قائد الثورة علي خامنئي». وأشار إلى أن «الإدارة الأميركية اقترحت مراراً على إيران إجراء مفاوضات مباشرة، لكن طهران تأبى أن تجلس على طاولة الحوار مع واشنطن». أما رئيس البرلمان علي لاريجاني فاعتبر أن «الغرب كذب طيلة السنوات العشر الماضية، حول البرنامج النووي الإيراني»، مضيفاً: «إذا أوقفنا هذا البرنامج، سيعثرون على مسألة أخرى للضغط على ايران، مثل قضية حقوق الإنسان». وشدد على أن «سياسات أميركا لن تتغير تجاه ايران، إذ أن مشكلتها معنا لا تتمثّل في الملف النووي. ويمكننا النجاح في المفاوضات، حين يكون لدينا اقتصاد قوي، وعندما نكون متحدين». نتانياهو وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نفى اطلاعه على اتصالات سرية بين ايرانوالولاياتالمتحدة، قائلاً: «لا معلومات لديّ في شأن هذه الاتصالات، ولا يمكنني تأكيد حدوثها. يمكنني ببساطة تأكيد أن ايران تستخدم اتصالات ومفاوضات، لكسب الوقت ودفع برنامجها النووي». وأضاف: «خلال السنة الماضية، حصلت اتصالات بين ايران والدول الست، واستفادت ايران منها لإنتاج آلاف الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب. ولا سبب يدعوني إلى الاعتقاد بأن الإيرانيين، إذا جرت اتصالات مع الولاياتالمتحدة، سيتصرّفون في شكل مغاير». واعتبر أن «أفضل السبل لتسوية الملف النووي الإيراني سلماً، هي مزيد من تشديد العقوبات وخيار عسكري محل صدقية». وأكد انه طالما كان رئيساً للوزراء، فإن «إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك قدرة نووية عسكرية». في المقابل، حضّ الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (موساد) إفرايم هليفي، الحكومة الإسرائيلية على إجراء حوار مع طهران، معتبراً أن «الإيرانيين يريدون الخروج من ورطتهم، إذ أن العقوبات أثبتت فاعليتها وبدأت تلحق أذىً بهم». وأضاف: «الحوار مع العدو ضروري، ولا تخسر شيئاً، وأعتبر أننا كنا سطحيين في تعاملنا مع أعدائنا». لكنه أقرّ بأن التوصل إلى صفقة مع إيران «صعب جداً، ويحتاج إلى كثير من الإبداع والشجاعة السياسية». إلى ذلك، أوردت صحيفة «ذي ديلي تلغراف» البريطانية أن مساعداً بارزاً للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، لم تسمّه، يرأس «مركز الابتكار والتعاون التقني» الذي يشكّل الأداة الرئيسة لاستيراد مواد تكنولوجية للبرنامج النووي الإيراني، استخدم زيارات إلى فيينا، آخرها في أيلول (سبتمبر) الماضي، لتحدي العقوبات الدولية، إذ أقام شبكة دولية لغسل أموال، من أجل تمويل شراء معدات لبلاده من السوق السوداء. في غضون ذلك، أشار حسين رغفر، وهو اقتصادي وباحث جامعي إيراني معروف، إلى أن حوالى 32 في المئة من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر. ونقلت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية (إيلنا) عنه قوله: «خلال السنوات الثلاث الماضية، زاد عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر، بمعدل 2 في المئة سنوياً». ولفت إلى اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء في البلاد، منذ العام 2005. وعلى رغم ذلك، أفاد موقع «خبر أونلاين» القريب من لاريجاني، بأن شركة «بورشه» الألمانية أبرمت اتفاقاً لتصدير 1400 من سياراتها الفارهة إلى إيران.