طهران، واشنطن، باريس – أ ب، رويترز، ا ف ب – أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد امس، ان طهران التي ستجري مطلع تشرين الأول (أكتوبر) المقبل محادثات مع الدول الست المعنية ببرنامجها النووي، «لن تذعن لضغوط الغطرسة العالمية»، فيما أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سعي ايران الى امتلاك اسلحة نووية. ونقلت وكالة الانباء الرسمية الايرانية عن نجاد قوله رداً على سؤال حول رزمة الاقتراحات التي سلمتها طهران للدول الست: «الجمهورية الاسلامية مصممة على المضي في مسارها (النووي) بحزم، ولن تذعن لضغوط الغطرسة العالمية (للتخلي عن نشاطاتها النووية)». في الوقت ذاته، قال علي اكبر جوانفكر المستشار الاعلامي لنجاد، ان «ايران قوة نووية، ولن نقبل بأي تهديدات خلال المفاوضات او حتى بعدها. نريد مفاوضات تستند الى المنطق والقوانين الدولية. عليهم ان يقبلوا بإيران نووية، وان يتفاوضوا مع ايران نووية»، مضيفاً: «ما نريده هو ان تحترم (الدول الكبرى) حقوقنا النووية وحقوقاً أخرى، ويمكن ان تكون هذه خطوة اولى نحو تطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة والغرب». وجدد التأكيد على ان طهران لن تتفاوض على برنامجها النووي خلال محادثات تشرين الاول، قائلاً: «قلنا ان المفاوضات ستستند الى مجموعة اقتراحاتنا التي لا تتضمن البرنامج النووي الايراني. وكما قال رئيسنا فإن المسألة النووية منتهية». واشار جوانفكر الى ان اعلان نجاد ان ايران اتقنت دورة الوقود النووي، هو على الارجح السبب الذي يجعل طهران تشعر الان بعدم ضرورة المشاركة في كونسورتيوم دولي لتخصيب اليورانيوم. وقال: «الوضع كان سيختلف لو لم نتقن هذه التكنولوجيا. عليهم ان يفهموا اننا حققنا تقدماً في مجالات أخرى ايضاً، وان تقدمنا كان سريعاً». وانتقد الرئيس الاميركي باراك اوباما، معتبراً انه «يتحدث فقط عن التغيير، لكنه لم يفعل شيئاً ملموساً. بإمكانه الافراج عن الاموال الايرانية التي احتجزتها اميركا بعد الثورة الاسلامية، او انهاء العقوبات». ورأى ان اوباما اضاع فرصة مهمة ب «امتناعه عن تهنئة رئيسنا على فوزه في الانتخابات». في السياق ذاته، جدد وزير النفط الإيراني مسعود مير كاظمي تأكيد استعداد بلده لمواجهة أي عقوبات غربية محتملة على وارداته من البنزين. وقال: «نحن مستعدون للتعامل مع أي عقوبات محتملة على البنزين. قمنا بتخزين كميات كافية نسبياً، ووقّعنا أيضاً اتفاقات مع بعض الدول لشرائه». في واشنطن، أعلن البيت الابيض ان اوباما وساركوزي بحثا في اتصال هاتفي «مستوى الجهود الديبلوماسية الرامية الى حمل ايران على التقيّد بالتزاماتها الدولية المتعلقة ببرنامجها النووي». وكان نواب من حزب التجمع من اجل حركة شعبية الذي ينتمي اليه ساركوزي، نقلوا عنه قوله خلال لقاء معهم: «انه امر مؤكد لدى كل اجهزتنا الاستخباراتية. ايران تعمل حالياً على برنامج نووي» عسكري. واضاف: «لن نترك ايران تملك النووي، لأنها ايضاً مشكلة اسرائيل». في الوقت ذاته، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون: «قلنا بوضوح للايرانيين ان اي مفاوضات نشارك فيها، يجب ان يكون فيها الملف النووي في الصدارة. لا يمكن تجاهل هذا الملف». واضافت ان «الهدف هو ان نلتقي وان نشرح للإيرانيين وجهاً لوجه، الخيارات المتاحة امام ايران وان نرى ما اذا كانت مستعدة لقطع التزامات معنا في ما خص برنامجها النووي». في موسكو، اعتبر الناطق باسم الخارجية الروسية اندريه نستيرنكو ان «رزمة الاقتراحات» الايرانية تكشف رغبة في اجراء «محادثات معمقة وبناءة» مع الدول الست. الى ذلك، حذر افرايم سنيه النائب السابق لوزير الدفاع الإسرائيلي من أن «لا خيار» امام تل ابيب سوى مهاجمة طهران، «إذا لم يتم الاتفاق بحلول نهاية هذا العام على عقوبات تعجيزية تستهدفها. لا يمكننا العيش تحت ظل ايران وهي تمتلك أسلحة نووية». في الوقت ذاته، أوردت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية ان «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» وهو مركز بحوث يتخذ من لندن مقراً له، خلص في تقريره السنوي الى ان «اسرائيل ستهاجم ايران، إذا امتلكت أسلحة نووية».