حذر مسؤولون وإعلاميون مصريون من انتقال عدوى الشغب الجماهيري إلى الملاعب السعودية، وذلك تعليقاً على المناوشات الجماهيرية التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت والمنتديات الإلكترونية من لغة حادة بين مشجعي الأهلي والاتحاد قبل المواجهة المرتقبة في نصف نهائي دوري أبطال آسيا. وجاءت التحذيرات في ظل ما عاشته الرياضة في مصر من أحداث مؤسفة الموسم الماضي بين جماهير الأهلي والمصري البورسعيدي، التي أسفرت عن مقتل 74 مشجعاً من جماهير «التراس» الأهلي، فيما أُشتهر لاحقاً ب«مجزرة إستاد بورسعيد». وقال رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس الشورى المصري، محمد حافظ ل«الحياة» : «يجب ألا يستخف المسؤولون في الكرة السعودية بما يثار عبر المواقع والمنتديات بين جماهير الأهلي والاتحاد ويكرروا خطأ مسؤولي الكرة المصرية الذين ظنوا بأن التعصب الكبير بين جماهير الأهلي والمصري البورسعيدي مجرد مناوشات عادية، ثم دفعوا الثمن غالياً بعد مجزرة استاد بورسعيد، إذ توقف النشاط الكروي منذ تلك الكارثة ويواجه حالياً صعوبة في عودته في ظل رفض جماهير (الالتراس) قبل القصاص للضحايا، فضلاً عن خشية الأمن من وقوع مصادمات جديدة، ما جعل اللاعبون يعيشون في بطالة منذ موسم كامل واحتمال ألا ينطلق الموسم الحالي، إلا بعد مفاهمات بين الأمن والأندية وجماهير (الالتراس)، لذا فالوقت لا يزال متاحاً أمام المسؤولين السعوديين من أجل توخي الحذر، وبذل كل الجهد لمنع الاحتكاكات بين الجماهير لتخرج المباراة إلى بر الأمان». من جانبه، قال الناقد الرياضي ورئيس تحرير صحيفة «أخبار الرياضة» المصرية، جمال الزهيري: «يجب أن يعلم مسؤولو الكرة السعودية أنه لا يوجد دخان من دون نار، فمهما كان حجم المناوشات أو الملاسنات بين جماهير الأهلي والاتحاد ضئيلاً فيجب أن يؤخذ على محمل الجد لتفادي تكرار ما عانينا منه في مصر بسبب كارثة إستاد بورسعيد، إذ قتل وأصيب المئات بسبب استخفاف الأمن المصري بالتعصب الكبير بين جماهير الناديين، الذي سبق اللقاء بشكل لافت من دون الانتباه إليه». وحذر حارس الأهلي والمنتخب المصري السابق والإعلامي الحالي احمد شوبير ممن وصفهم ب«المندسين» الذين يسعون دوماً لإشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار، مشيراً إلى «أن بعض هواة الاصطياد في الماء العكر قد يستغلون التنافس المحموم والتقليدي والتعصب بين جماهير الناديين لتفجير «فتنة»، ولكن الوضع في السعودية أكثر أمناً والقانون يطبق على الكبير والصغير، واعتقد أن التخوف مطلوب، ولكن الأمور هناك في غاية التنظيم والاحتقان الرياضي لا يصل إلى حد العنف، لأن الجماهير السعودية لديها وعي وادراك كبير بما تسببها الفوضى والعنف، ومصر مثال حي امامها». فيما يستبعد مدير تحرير صحيفة «اليوم السابع» نائب رئيس رابطة النقاد الرياضيين المصريين، عصام شلتوت تكرار كارثة بورسعيد في الملاعب السعودية، مشيراً إلى «أن القوانين السعودية أكثر حزماً من المصرية، فضلاً عن استقرار الأمن في السعودية، بينما استغل من وصفهم بالمجرمين الفوضى في مصر عقب تفكك المنظومة الأمنية بعد ثورة 25 يناير ودبروا أكثر من جريمة منها مذبحة إستاد بورسعيد». من جهته، قال الناقد والمعلق الرياضي، أشرف محمود عن «الالتراس»: «لم تنجح روابط الالتراس بين الجماهير السعودية بعدما أدركت الأندية خطورتها، وكانت مجزرة إستاد بورسعيد جرس إنذار قوي أفشل مساعي بعض المتعصبين لإشاعة الفوضى في الملاعب السعودية المعروفة بالانضباط والالتزام، لذا استبعد اندلاع شغب عنيف بين جماهير ناديي الاتحاد والأهلي، ولكن أحذر من ضرورة عدم إهمال أية مؤشرات عن وجود احتقان بين الناديين، خصوصاً من خلال متابعتي الكبيرة للكرة السعودية أدرك حجم التنافس الكبير بين قطبي جدة، وأتمنى أن تظل الملاعب السعودية بمأمن عن أية تجاوزات خارج السلوك الرياضي القويم، الذي تفرضه هيبة القانون في السعودية والتزام الجماهير واللاعبين والمسؤولين، فما تعيشه منظومة كرة القدم كافة من انضباط أثمر عن طفرة كبيرة للكرة السعودية».