سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إقالة محافظ بو سعيد ورئيس وأعضاء اتحاد القدم المصري
أزمة أحداث مباراة الأهلي والمصري تتواصل وتسبب في إلغاء الدوري
نشر في الوطن يوم 02 - 02 - 2012

اعلن رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري في بيان القاه اليوم الخميس 2012/2/2امام مجلس الشعب انه "قبل استقالة محافظ بورسعيد".
وقال الجنزوري انه اتخذ عدة قرارات الخميس غداة احداث الشغب التي اوقعت 74 قتيلا في بورسعيد عقب مباراة كرة قدم من بينها "قبول استقالة محافظ بورسعيد".
واضاف انه قرر ايضا "اقالة رئيس واعضاء مجلس اتحاد كرة القدم واحالتهم للتحقيق".
وجاء حديث الجنزوري في جلسة عاجلة عقدها مجلس الشعب لمناقشة الاحداث الدامية التي وقعت مساء أمس الاربعاء في بورسعيد عقب مباراة في كرة القدم بين فريقي الاهلى والمصري. وتحدث العديد من النواب متهمين الامن بالتقصير وبعدم توفير الحماية للمشجعين.
جلسة طارئة
عقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية اجتماعا طارئا برئاسة القائد العام رئيس المجلس المشير حسين طنطاوي اليوم لبحث أحداث الشغب الدامية التي وقعت عقب مباراة فريقي الأهلي والمصري الليلة الماضية بإستاد بورسعيد والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصا إضافة إلى المئات من الجرحى.
وتناول الاجتماع التدابير والإجراءات اللازمة لمواجهة تداعيات هذه الأحداث المأساوية.
كما عقد رئيس الوزراء المصري الدكتور كمال الجنزوري اجتماعا للمجموعة الوزارية الأمنية بمقر المجلس اليوم لاستعراض الأحداث المؤسفة الأخيرة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المتسببين فيها والحيلولة دون تكرارها.
وفي سياق آخر قام النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود اليوم يرافقه اثنين من مساعديه بمعاينة أماكن نزول الجمهور من المدرجات بإستاد النادي المصري ببورسعيد والآثار الناجمة عنه وأمر أيضا باستجواب 52 متهما تم القبض عليهم في أحداث إستاد بورسعيد وندب لجنة من الطب الشرعي لكتابة تقارير طبية حول أكثر من 70 شخصا لقوا مصرعهم أثر الأحداث واستجواب محافظ ومدير أمن بورسعيد والاستماع إلى أقوالهم.
كما أمر النائب العام المصري بطلب كافة الأشرطة المسجلة لأحداث المباراة من أية جهات أو محطات فضائية كانت تقوم بتغطية أحداث المباراة كما أمر بسؤال المصابين الذين تم نقلهم إلى مستشفيات القاهرة وضم التقارير الطبية الخاصة بإصابتهم.
تقصي الحقائق
قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية تشكيل لجنة تقصى حقائق من كافة الجهات المعنية وذلك بعد الأحداث التي شهدتها مباراة فريقي الأهلي والمصري في بورسعيد وأدت إلى مصرع 74 مشجعًا على الأقل وإصابة المئات وذلك للوقوف على الأبعاد المختلفة لهذه الأحداث المؤسفة والعناصر المتورطة فيها لتقديمهم للمحاكمة.
من ناحية أخرى يعقد مجلس الشعب المصري برئاسة الدكتور سعد الكتاتني جلسة عاجلة اليوم لمناقشة تداعيات الأحداث المأساوية التي وقعت الليلة الماضية في بورسعيد.
وفي سياق آخر قرر اتحاد الكرة المصري تعليق مسابقة الدوري العام المصري لأجل غير مسمى تمهيدا لإلغائها كما قرر حكم مباراة الزمالك والإسماعيلي إنهاء المباراة بعد نهاية الشوط الأول بناء على طلب اتحاد الكرة المصري عقب تداعيات أحداث بورسعيد.
حزن وحداد
أكد الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم (كاف) اليوم الخميس أنه سيتم الوقوف دقيقة حداد قبل مباريات دور الثمانية لنهائيات كأس الأمم الافريقية لكرة القدم بغينيا الاستوائية والجابون في أعقب مصرع 74 مشجعا خلال مباراة الأهلي مع المصري على استاد بورسعيد أمس الاربعاء في الدوري المصريالممتاز.
وأعرب الكاف في بيان رسمي عن صدمته للأحداث المأساوية التي أعقبت المباراة بين الأهلي والمصري.
وعلى الجانب الأخر وصف السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ما حدث بانه "يوم أسود في كرة القدم".
استنفار أمني
شهدت وزارة الداخلية المصرية اليوم الخميس حالة استنفار أمني واسعة النطاق على خلفية المأساة التي وقعت في مدينة بور سعيد أمس وجرى نشر قوات الأمن المركزي ووحدات من القوات المسلحة حول محيط الوزارة.
كما انتشرت قوات الامن المركزي في الشوارع المحيطة والمؤدية الى الوزارة وقامت بوضع الحواجز الحديدية.
وجاء الاستنفار الأمني بعد انتشار شائعات عن مظاهرات لألتراس الأهلي والزمالك انطلاقا من ميدان التحرير في اتجاه الوزارة .
تنكيس اعلام
أصدر وزير الخارجية المصري محمد عمرو قرارا بتنكيس الأعلام المصرية في جميع سفارات وقنصليات مصر في أرجاء العالم ، وذلك بدءا من اليوم الخميس وحتى مساء السبت القادم .
اقتصاد منهار
هوت أحداث الشغب الدموية في مباراة كرة قدم بمدينة بورسعيد أمس بالأسهم المصرية في بداية معاملات اليوم الخميس لتفقدها 12 مليار جنيه(1.99 مليار دولار) من قيمتها السوقية في أول خمس دقائق.
وأوقفت البورصة المصرية التداول على أسهم 74 شركة لمدة نصف ساعة بعد هبوطها اكثر من 5% .
ومن ابرز الأسهم التي تم وقف التداول عليها اوراسكوم تليكوم وبالم هيلز وهيرميس وحديد عز والسويدي.
ووقف العاملين بالبورصة دقيقة حداد على ارواح القتلى قبل بدء التداول اليوم.
وقال عيسى فتحي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الاوراق المالية "ستخيم ظلال كئيبة على جلسة اليوم بعد أحداث بورسعيد. كان من الواجب إغلاق السوق اليوم حدادا على أرواح القتلى."
تبادل الأتهامات
نعت حركة "صوت الأغلبية الصامتة" المصرية "بمزيد من الحزن والأسى والألم" جميع المصريين المأساة التي وقعت أحداثها في مدينة بورسعيد أمس والدماء المصرية التي سالت على الأراضي المصرية "وللأسف بأيادي مصرية آثمة أيضا".
وحملت الحركة ، في بيان لها اليوم الخميس ، "جزءا من المسئولية للجهات الأمنية المسئولة عن تأمين اللقاء وعدم الاستعداد الأمني الكافي لمباراة معلوم حساسيتها مسبقا وتحمل المسئولية الأكبر لجماهير الألتراس من الجانبين التي دأبت على الشحن الزائد والإهانات المتبادلة والتي رفعت درجات الاحتقان بين الجماهير للدرجة القصوى".
وذكرت أن الفوضى الممنهجة التى تجتاح البلاد منذ عدة أيام "هي أحداث مخطط لها بعناية من قبل قوى لا تريد الخير أو الاستقرار لمصر وتعزز الفوضى تواجدها على الساحة السياسية".
وأكدت الحركة أن المستفيد الوحيد لما يحدث "هو من لم يجد له مكانا في الحياة السياسية المصرية من خلال الطرق الديمقراطية".
وأوضحت أن "التحذير الذى أطلقته الحركة من قبل عن وجود مخططات الداخلية والخارجية وملايين الجنيهات التى تم ضخها في الشارع المصرى للحرص على تأجيج الأوضاع والتأكد من استمرار مظاهر التظاهر والاعتصام ومسيرات
الاحتجاج ما هو إلا جزء من المحاولات التي يتبناها أعداء الوطن للانقلاب على السلطة المنتخبة واسقاطها".
طلب تقرير
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) اليوم الخميس أنه طلب الحصول على تقرير كامل عما حدث من أعمال شغب في بورسعيد بمصر مما تسبب في سقوط أكثر من 70 قتيلا امس الاربعاء.
وقال الفيفا في بيان بموقعه على الإنترنت "طلب الفيفا من المسؤولين المصريين تقريرا كاملا عن الوقائع من أجل تقييم ما حدث."
وأضاف "الفيفا عرض دعمه الكامل للاتحاد المصري لكرة القدم وسيدعمه في أي مساندة يحتاجها بخصوص هذه المأساة."
واشار موقع الفيفا الى وجود قواعد أمنية محددة وصارمة ينبغي تطبيقها في كل مسابقات اللعبة الشعبية.
جلسة عاجلة
عقد مجلس الشعب المصري برئاسة الدكتور سعد الكتاتني جلسة عاجلة اليوم لمناقشة تداعيات الأحداث المأساوية التي وقعت الليلة الماضية في بورسعيد.
وقال الكتاتني في بداية الجلسة إن ما حدث في بورسعيد عقب مباراة كرة القدم بين فريقي الأهلي والمصري يعد مجزرة ، مشيرا إلى أن ما حدث يدل على وجود تقصير وإهمال أمني جسيم يصل إلى الإخلال بواجبات الوظيفة.
وأضاف أن ما حدث في بورسعيد يدل على أن الثورة المصرية في خطر خاصة أنه كانت هناك تحذيرات قبل المباراة مما وقع من أحداث أدت إلى وفاة أكثر من 70 شخصا وعدد كبير من المصابين.
وأوضح أنه رغم التحذيرات قبل المباراة والظرف الأمني الذي تعاني منه مصر لم يفلح جهاز الأمن في القيام بواجبه ، مؤكدا أنه ليس حادثا فرديا أو عابرا بل يقع ضمن الأحداث الأخيرة.
حزن ومواساه
قدم الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس خالص تعازيه للشعب المصري حول المأساة التي وقعت في مدينة بور سعيد أمس الأربعاء وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات .. فيما حث السلطات على السماح لمنظمات المجتمع المدنى بلعب دور أساسى في الانتقال الديمقراطي في مصر.
ونقل بيان صادر عن وفد المفوضية الأوروبية بالقاهرة اليوم عن كاثرين أشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي قولها إنها تشاطر عائلات وأصدقاء من فقدوا أرواحهم فى هذه المأساة الحزن ، معربة عن تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.
وأعربت أشتون عن أملها فى إجراء تحقيقات مستقلة على الفور للوقوف على أسباب هذه الأحداث المأساوية.
كما أعربت أندرولا فاسيليو ، مفوضة شئون الرياضة فى الاتحاد الأوروبي ، عن حزنها الشديد إزاء ما حدث فى مصر ، وقالت انها تشاطر من فقدوا أحباءهم وأصدقاءهم الأحزان.
وقالت فاسيليو إن "كرة القدم مثل كل الرياضات يمكن أن تؤجج المشاعر لكن ما رأيناه من أحداث فى الاستاد لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال .
ومن ناحية أخرى ذكر البيان أنه بينما تمضى مصر للأمام فى عملية الانتقال الديمقراطي فإنه من الضروري السماح لمنظمات المجتمع المدني بلعب دور رئيسي كقاطرة لمجتمع ديمقراطي حديث ومفتوح.
ونقل البيان عن المتحدث باسم أشتون قوله إن الاتحاد الأوربي يحث السلطات المصرية على ضمان أن تتم أى تحقيقات حول منظمات المجتمع المدني التى تتلقى تمويلا خارجيا بالتوافق مع الإجراءات القانونية الملائمة.
وطالب المتحدث فى بيانه السلطات المصرية باحترام حرية التجمع وتبنى قانون التجمع والجمعيات بشكل يتفق مع المعاير الدولية .

بيان أهلاوي
قرر الاهلي المصري عدم ارسال أي فرق رياضية الى مدينة بورسعيد لمدة خمس سنوات بعد أعمال شغب دامية أمس الاربعاء أودت بحياة العشرات واصابة المئات.
وقال حامل لقب الدوري المصري الممتاز لكرة القدم في بيان بموقعه على الانترنت "قرر الأهلي مقاطعة كل فرقه لأي أنشطة رياضية تقام بمدينة بورسعيد لمدة خمس سنوات."
وطالب الأهلي الذي يحظى بشعبية جارفة في مصر "بعدم الاكتفاء باقالة محافظ بورسعيد ومدير أمنها والمطالبة بضرورة التحقيق معهما في مسؤوليتيهما السياسية والجنائية عما حدث لجماهير الأهلي".
كما قرر الأهلي "فتح حساب بنكي لتلقي التبرعات لصالح أسر شهداء الأهلي على ان يودع النادي مبلغ مليون جنيه (165836 دولار) واعلان الحداد لمدة اربعين يوما... واقامة نصب تذكاري في مقر النادي بالجزيرة في وسط القاهرة."
وقرر الاهلي استمرار تعليق جميع الأنشطة الرياضية للنادي.
شرارة الأحداث
وكانت بداية الأحداث حينما لقي 74 شخصا حتفهم في أحداث شغب بمدينة بورسعيد الساحلية المصرية عقب مباراة في الدوري المصري الممتاز لكرة القدم بين فريقي النادي الأهلي والنادي المصري البورسعيدي وبادر مشجعون وسياسيون اليوم الخميس الى تحميل المجلس العسكري الحاكم مسؤولية الاخفاق في منع أسوأ حادث من حيث عدد القتلى منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك.
وأصيب في أعمال الشغب التي جرت أمس الاربعاء ما لا يقل عن ألف شخص. وتمثل حصيلة القتلى والمصابين أكبر كارثة في تاريخ الملاعب المصرية. وقال شهود عيان إن جماهير بورسعيد هاجمت فريق الأهلي ومشجعيه عقب المباراة رغم فوز المصري البورسعيدي على النادي الزائر.
وعزا شاهد الهجوم إلى لافتة رفعت في مدرجات مشجعي الأهلي عليها عبارة "بلد زبالة مجبتش رجالة" واعتبرها مشجعو المصري إهانة لمدينتهم.
وكانت المباراة انتهت بفوز المصري 3-1. ويدرب فريق المصري مهاجم الأهلي البارز السابق حسام حسن.
وشجب سياسيون غاضبون القصور الامني خلال المباراة وألقوا اللوم على القادة العسكريين لسماحهم بوقوع ما حدث بل التسبب في هذه المأساة.
وقال التلفزيون المصري إن مجلس الشعب الذي انتخب حديثا والذي يسيطر عليه الإسلاميون قرر عقد جلسة طارئة اليوم الخميس لبحث أعمال الشغب.
وقال عصام العريان العضو القيادي في جماعة الإخوان المسلمين ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب "البرلمان سيوجه رسالة إلى وزير الداخلية وقيادات الأمن أن يكونوا على قدر المسؤولية أو أن يبقوا في منازلهم."
وبدت شوارع مدينة بورسعيد الساحلية هادئة فجر اليوم الخميس ولم يكن هناك وجود يذكر لضباط الشرطة أو الجيش.
وقال محمود النجار (30 عاما) وهو فني مختبرات وعضو ائتلاف شباب الثورة في بورسعيد "الجيش يريد أن يثبت أن البلد متجهة إلى فوضى ودمار. إنهم رجال مبارك إنهم يطبقون نفس استراتيجيته 'إما أنا أو الفوضى'."
وهتف الاف المصريين في محطة السكك الحديدية الرئيسية في القاهرة "يسقط يسقط حكم العسكر" حيث كانوا في استقبال المشجعين المصابين العائدين من بورسعيد فيما وصفه أحد الوزراء بأنه أسوأ كارثة كروية في مصر.
واحتشد مئات المحتجين أمام مبنى التلفزيون في وسط القاهرة وتنظم اليوم مسيرات في مناطق عدة من العاصمة المصرية.
وفي حديث هاتفي نادر مع قناة الأهلي التلفزيونية قال المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر منذ نحو عام "نأسف أسفا شديدا للاحداث اللي حصلت في أحداث مبارة كرة القدم في بورسعيد وأقدم التعازي لاهالي المتوفين وأقدم لهم أسفي." وتعهد طنطاوي بملاحقة الجناة. كما أعلن المجلس العسكري ثلاثة أيام حدادا على القتلى.
وقال التلفزيون الرسمي أمس إن طنطاوي قرر إرسال طائرات هليكوبتر عسكرية لإجلاء فريق الأهلى ومصابيه ومشجعيه من المدينة.
وقال مراسل لرويترز إن طنطاوي قال أثناء استقبال بعثة النادي الاهلي في مطار عسكري قرب مطار القاهرة "لن تتسبب مثل هذه الاحداث في ايقاع مصر وسنستمر في طريقنا وسنتعدى هذه الاحداث... لن نترك من تسبب في أحداث بورسعيد دون محاسبة."
لكن هذا لم يهديء كثيرا من غضب مشجعي كرة القدم الذين مثلهم مثل كثيرين من المصريين يشعرون بغضب شديد من أن مصر مازالت تشهد انفلاتا أمنيا وغيابا للقانون وأعمال عنف يسقط خلالها قتلى رغم مرور عام كامل على الاطاحة بمبارك وتسليم السلطة إلى المجلس لعسكري.
ومثلما حدث في أعمال عنف سابقة تحول الامر إلى قضية سياسية يناقشها مجلس الشعب في جلسة طارئة في وقت لاحق اليوم.
كما قرر رئيس مجلس الوزراء كمال الجنزوري عقد اجتماع للقيادات الأمنية صباح اليوم لبحث الأحداث وانتقل النائب العام عبد المجيد محمود إلى بورسعيد للإشراف على التحقيقات ودعا كل من لديه أدلة على تسلسل الأحداث إلى تقديمها.
وردد المشجعون في محطة السكك الحديدية "الشعب يريد اعدام المشير" بينما كان يتم انزال جثث مغطاة من القطارات.
وقال شهود وعاملون في المجال الطبي ان أعمال العنف التي اندلعت بعد المبارة أشاعت حالة من الذعر بين الجمهور مع اقتتال مشجعي الفريقين المتنافسين. وحدثت معظم حالات الوفاة بين اناس حوصروا وسط الحشود المذعورة او سقطوا من المدرجات أو ألقي بهم.
وقال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم يوسف في تصريحات للتلفزيون إن نوعا من "التزاحم والتصادم أدى إلى وفاة العديد من الضحايا."
وأظهرت لقطات تلفزيونية بعض ضباط الامن في الاستاد وهم واقفون دون أي محاولة لوقف أعمال العنف. وصور ضابط وهو يتحدث في هاتفه المحمول مع نزول الحشود إلى أرض الملعب.
وقال أسامة الزيات (23 عاما) الذي حضر المباراة "التزاحم تسبب في سقوط البعض الناس كانوا يتدافعون ويدفعون بعضهم البعض في اتجاه الباب المعدني ويدهس بعضهم البعض."
وأضاف "رأينا شرطة مكافحة الشغب تطلق النار في الهواء حينها أصيب الكل بالذعر وتدافعوا في اتجاه الباب المغلق. لا نعرف ما إذا كانت الشرطة استخدمت الذخيرة الحية أم لا. الناس كانوا يصرخون كانوا يموتون."
واتهم عدد من السياسيين الغاضبين والمواطنين المصريين العاديين مسؤولين مازالوا في مناصبهم بعد سقوط مبارك بالتواطؤ في الكارثة أو على الاقل السماح بفراغ أمني أدى إلى تفشي العنف خلال العام المنصرم.
وصرخ البدري فرغلي نائب مجلس الشعب عن بورسعيد في اتصال هاتفي على الهواء مع التلفزيون قائلا إن قوت الامن هي التي فعلت ذلك أو سمحت بحدوثه وإن رجال مبارك مازالوا يحكمون وإن رأس النظام سقط لكن كل رجال مبارك مازالوا في وظائفهم.
ورأى البعض العنف موجها ضد التراس الاهلي مشجعيه المخلصين الذين تحولت تجربتهم في مواجهة الشرطة خلال مباريات كرة القدم إلى أحداث ذات عواقب مدمرة مناهضة لقوات أمن مبارك التي استخدمت العنف المفرط في الانتفاضة.
وقال عبد الله السعيد (43 عاما) وهو سائق في بورسعيد "كل الذي حدث ليس من أجل مباراة إنها سياسة. دبرها المجلس العسكري ضد الالتراس. المجلس العسكري يريد القضاء على الالتراس لانهم وقفوا إلى جانب المحتجين منذ بدء الثورة."
وألقى الاخوان المسلمون الذين يشكلون أكبر كتلة حزبية في مجلس الشعب المنتخب باللوم على أيد خفية وراء تفجير العنف واتهموا السلطات بالاهمال. وعبروا عن اعتقادهم بأن بعض الضباط يعاقبون الشعب على القيام بثورة حرمتهم من التصرف كطغاة وقيدت الميزات التي كانوا يتمتعون بها.
بينما القى آخرون اللوم على "البلطجية" أي الايادي المأجورة وعلى رجال الامن الذين يرتدون ملابس مدنية من عهد مبارك والذين كانوا يخرجون عادة من بين صفوف الشرطة لسحق المعارضين لحكمه.
وقال فاروق ابراهيم "مجموعات غير معروفة اندست وسط المشجعين وهم من بدأوا الفوضى. حضرت المباراة ورأيت ان من فعل هذا ليسوا من بورسعيد.
"انهم بلطجية الحزب الوطني الذي كان يستخدهم في الانتخابات" مشيرا الى حزب مبارك السابق والى الانتخابات التي كانت تزور في عهده."
ومنذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك في فبراير شباط الماضي تمر مصر بحالة "إنفلات أمني" قال معلقون إنها كانت ملحوظة في ضعف تأمين مباراة الفريقين امس.
وتمثل حصيلة القتلى والمصابين أكبر كارثة في تاريخ الملاعب المصرية.
وقال فتحي "الحالة النفسية للمتعاملين لن تكون جيدة. الانفلات الأمني عاد من جديد كما كان."
جدل واتهامات
أصبح لدى بعض مشجعي كرة القدم المصريين الذين لعبوا دورا رئيسيا في إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك هدف جديد وهو الرجل الذي حل محله في قيادة مصر.. المشير محمد حسين طنطاوي.
وقالت مجموعة "التراس ميادين التحرير" في صفحتها بموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت "لا نريد سوى رأسك أيها المشير الخائن لذلك الوطن. كان بإمكانك أن تكتب اسمك بحروف من نور ولكنك تكبرت وظننت أن مصر وشبابها ممكن أن يعودوا خطوة إلى الخلف."
وجاء غضب "الالتراس" بعد اجتياح جماهيري أمس الاربعاء لأرض ملعب بورسعيد عقب مباراة المصري أمام الأهلي أكثر أندية مصر نجاحا. وتسببت احداث الشغب في مقتل 74 وإصابة ألف شخص على الأقل.
ومثل الكثيرين من الساسة والمصريين العاديين ترى روابط مشجعي الالتراس أن سبب الغضب ليس اجتياح جماهير الكرة للملعب لكن سببه هو قوات الأمن التي بدا أنها لم تفعل شيئا يذكر لإيقاف ذلك. واضاف هذا الأمر الى شعور متزايد بالسخط على فشل الجيش في فرض القانون وحفظ النظام بعد عام تقريبا من توليه مهمة ادارة البلاد.
وأضافت المجموعة في بيان "اليوم يا سادة يرسل الينا المشير وفلول النظام البائد رسالة صريحة إما الاكتفاء بحريتنا في المدرج أو يعاقبنا وينفذ فينا حكم الاعدام لمشاركتنا في ثورتنا ضد القمع."
ويشعر سكان بورسعيد مثل بعض الساسة ومجموعة التراس نفسها بأن هذه المجموعة كانت مستهدفة.
وقال أحمد بدر (45 عاما) وهو تاجر في بورسعيد "التراس تحظى بشعبية كبيرة لدى الثوار. التراس كانت الهدف (يوم الأربعاء) وجهزوا لهم المذبحة. المجلس العسكري وقوات الأمن هي المسؤولة فقط عن تأمين مثل هذه الأحداث."
واستفاد التراس من خبراتهم السابقة في التعامل مع الشرطة في المباريات لمواجهة اساليب أجهزة الأمن لاخماد الثورة.
والالتراس ليست مجموعة واحدة متماسكة بل توجد روابط التراس لمعظم الأندية الجماهيرية مثل "التراس أهلاوي" و"التراس وايت نايتس" الخاص بالزمالك القطب الثاني في كرة القدم المصرية.
وتضم "التراس ميادين التحرير" التي قالت إن طنطاوي هو هدفها مجموعة من المشجعين من مختلف الأندية اتحدت في ميدان التحرير محور الثورة المصرية.
وأدت أساليب الكر والفر الجريئة التي اتبعها مشجعو الالتراس وهم في المعتاد شبان ورجال في العشرينات من عمرهم وثباتهم في الصفوف الأولى لخط المواجهة وسط الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي خلال الاحتجاجات الشعبية الى ارهاق الشرطة حتى انهارت. وبعد أيام من بداية الثورة ضد نظام مبارك حل الجيش محل الشرطة.
ومنذ ذلك الحين بقي الالتراس في جبهة المعركة واشتبكوا مع الجيش والشرطة في احداث العنف التي اندلعت منذ سقوط مبارك في ميدان التحرير والمناطق المحيطة به حيث كان المحتجون يطالبون العسكر بتسليم السلطة للمدنيين.
وردد مشجعو الالتراس هتافات عدائية ضد الجيش في الاستادات لتصل رسالتهم للمواطنين العاديين الذين يتابعون المباريات في المنازل عبر التلفزيون. لكن بعض المصريين الذين يخشون الانفلات الامني مازالوا يعتقدون أن الجيش ما يزال أفضل مؤسسة قادرة على حفظ النظام.
ومن بين هتافات الالتراس "آه يا شرطة عسكرية انتو كلاب زي الداخلية.. اكتب على سور الزنزانة قتل الثوار عار وخيانة.. يسقط يسقط حكم العسكر."
وعبرت هتافات المشجعين في الساعات الأولى من اليوم الخميس عند العودة إلى محطة السكك الحديدية الرئيسية بالقاهرة من بورسعيد عن شعورهم عندما قالوا "الشعب يريد إعدام المشير".
وفي تعليق له على أحداث العنف قال طنطاوي أمس إن الجيش لن يسمح لأي شيء بتعطيل انتقال السلطة وهو ما يقول الجيش إنه يعني تسليم السلطة في نهاية يونيو حزيران إلى سلطة مدنية. وتعهد طنطاوي أيضا بتعقب المتسببين في أحداث العنف في بورسعيد.
وأعلن الجيش في بيان الحداد في مصر لمدة ثلاثة أيام.
واندلع العنف أمس بعد أن رفع مشجعو الأهلي لافتة تسيء لمدينة بورسعيد التي ينتمي اليها النادي المصري الذي فاز بالمباراة 3-1. وبعد انتهاء اللقاء نزل رجل الى ارض الملعب وهو يحمل قضيبا حديديا قبل أن تجتاح جماهير المصري الملعب وتهاجم لاعبي الأهلي ومشجعيه وبدا أن الشرطة غير قادرة على إيقافهم.
وقالت مجموعة التراس ميادين التحرير في البيان "لم نجد شرطة عسكرية أو أمن مركزي لأول مرة في تاريخ لقاءات الفريقين وانسحبت الشرطة من المدرج. نعم مخططكم واضح بالنسبة الينا كوضوح الشمس."
وادان حمدين صباحي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية سقوط قتلى في "الفوضى المتعمدة والمخططة والممنهجة" وقال "لا نستطيع أن نغض البصر عما يمكن أن يكون تدبيرا لانتقام ثأري أسود وأحمق منهم ردا على دورهم وعلى هتافاتهم ضد السلطة ومعارضتهم لها."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.