بنظرة عابرة دون أن تكون فاحصة دقيقة على قائمة هدافي دوري "زين" للمحترفين للموسم الرياضي الحالي يلحظ كل متابع فطن أن القائمة يتزعمها عدد من المحترفين الأجانب إن كان ويسلي لوبيز في الهلال أو سالمون من الفتح أو الطير وديمبا من الشعلة والرائد بمزاحمة من التون الفتح، وتيجالي الشباب؛ فيما يأتي مهاجمونا في مراكز متأخرة رغم أن ياسر القحطاني أخذ بالتقدم بعد أهدافه في اللقاءين الأخيرين ليزاحم على المقدمة؛ فيما ظل ناصر الشمراني وهو الهداف الأبرز في السنوات الأخيرة بعيداً عن توهجه هذا الموسم ويبدو أنه ضل طريق المرمى بشكل واضح، وكذلك الحال للمجتهد الشاب نايف هزازي الذي أخذ يحاول مرة ومرات دون مردود كبير يقنع المدربين،ويمتع الناظرين. هذا المؤشر السلبي يعطينا دلالة أكيدة لا تقبل الجدل بأن أندية الدوري باتت تعتمد على المحترفين الأجانب بشكل كبير ليس كما في السنوات السابقة من حيث الاكتفاء بمهاجم واحد فقط بل إن التعاقد في هذا الموسم لمهاجمين اثنين في بعض فرقنا كما يحدث في الهلال، والأهلي وهو الأمر الذي يؤكد بطريقة أو بأخرى بأن القناعة باللاعب السعودي في هذا المركز على وجه التحديد باتت ضعيفة للغاية. الهداف السعودي في السنوات الأخيرة بات عملة صعبة إن لم تكن نادرة بالفعل وهو الأمر الذي يكشفه بوضوح مشاركات المنتخب السعودي الرسمية والودية والتي أضحت فقيرة في التسجيل بل حتى في المحاولات التهديفية المزعجة اللافتة للإنظار كما كان عليه لقاءا أسبانيا،والجابون. السؤال الذي يطرح نفسه على الملأ من هو المهاجم السعودي المقنع الذي يستطيع بما يمتلكه من إمكانات عالية، ومهارات فردية، وبنية جسمانية، وحس تهديفي عال يستطيع أن يقنع أي من الفرق الخارجية بالبحث عنه، والسعي الجاد للتعاقد معه إن كان ذلك على مستوى القارة الأكبر أو على مستوى منطقة الخليج فحسب؟ كل هذه المعطيات توضح بجلاء حجم الفقر الكبير الذي تفتقده ملاعبنا من اللاعبين الموهوبين تهديفياً في مختلف الأندية بل حتى في مختلف الفئات السنية الصاعدة، والذي من الممكن أن نعول عليهم كثيراً في المستقبل القريب. ولكننا حتماً سنصطدم بواقع مؤلم يصل حد المرارة ليقول لنا بصوت عال:" هناك مشكلة قائمة تحتاج لدراسة مستفيضة، وحلول جذرية متكاملة من قبل الفنيين، والخبراء بحثاً عن عودة قريبة لصورة زاهية جميلة عن الهدافين السعوديين كما كانت عليه تلك الصورة ابان جيل العمالقة الذي لا ينسى"