تفادت مدينة نيويورك، عبر عملية استدراج نفذها مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (أف بي آي) لشاب بنغالي الأصل يدعى محمد رضوان نفيس واعتقاله، «كابوساً إرهابياً» استهدف تفجير مبنى الاحتياط الفيديرالي «لتدمير الاقتصاد الأميركي وعرقلة الانتخابات الرئاسية» المقررة في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وكشفت التحقيقات صلة نفيس بتنظيم «القاعدة» ومتابعته إلكترونياً مقالات للإمام الأميركي اليمني الأصل أنور العولقي الذي «اصطادته» طائرة أميركية بلا طيار في اليمن العام الماضي. وأوهم عميل في «أف بي آي» نفيس (21 عاما) بأنه متضامن مع «القاعدة»، وأنه سيساعده في إعداد مخطط تفجير قنبلة زنتها 450 كيلوغراماً لتدمير مبنى الاحتياط الفيديرالي، قبل أن يوقع به ليل أول من أمس لدى محاولته الضغط مرات على زناد جهاز التحكم بالقنبلة، من مكان وجوده في فندق مقابل للمبنى. وكان عميل «أف بي آي» زود نفيس، بناءً على طلب الأخير، مواد القنبلة الوهمية التي تألفت من 20 كيساً احتوت كل منها 22,5 كيلوغرام من المتفجرات، فيما اشترى الشاب البنغالي الصاعق وزار الموقع المستهدف مرات لمعاينته. وأوضح الادعاء أن نفيس وصل إلى الولاياتالمتحدة مطلع السنة، «بهدف تنفيذ هجوم إرهابي على الأراضي الأميركية»، مشيراً إلى ارتباطه بعلاقات مع «القاعدة» في الخارج، ومحاولته تجنيد أفراد لتشكيل خلية إرهابية داخل الولاياتالمتحدة. كما تابع كتابات نشرها العولقي في مجلة «أنسباير» الإلكترونية التابعة للتنظيم. وأضاف أن «نفيس سعى بشكل نشط إلى الاتصال بعناصر من القاعدة داخل الولاياتالمتحدة، من أجل مساعدته في تنفيذ هجوم. وبلا علمه كان أحد الأفراد الذين حاول تجنيدهم مخبراً للمكتب الفيديرالي». وتبنى نفيس في بيان خطي، مسؤوليته عن الاعتداء الذي كان ينوي تنفيذه، معلناً أنه يريد «تدمير أميركا، والطريقة الأفضل لذلك تقضي باستهداف اقتصادها». كما استشهد في البيان الذي أشارت إليه المدعية العامة، ب «حبيبنا الشيخ أسامة بن لادن». لكن المدعية العامة أكدت أن «المشبوه به لم يشكل خطراً في أي وقت، لأن العنصرين اللذين اعتقد بأنهما شريكاه في المخطط كانا مخبراً وعميلاً سرياً للأف بي آي». ويؤوي مبنى الاحتياط الفيديرالي أحد أكبر ودائع الذهب في العالم، ويضم سبائك تعود إلى دول أخرى. وتنص الشكوى الجنائية على أن نفيس عرض مجموعة من الأهداف المحتملة، بينها بورصة نيويورك المجاورة ومسؤول أميركي بارز لم يذكر اسمه. وبدا المخطط سهل التنفيذ على الموقوف، إذ ساعده عناصر «أف بي آي» في كل المراحل. وصباح الخميس، التقى البنغالي عميل ال «أف بي آي» باكراً، وتوجه معه في شاحنة صغيرة إلى مستودع للتزود بما اعتقد أنها مواد قنبلة، في حين أن المتفجرات التي زوده بها العميل لم تكن صالحة، ثم نفذ عملية تجميع العبوة. وأنجز نفيس صنع العبوة، في وقت توجه عميل «أف بي آي» بالشاحنة إلى مبنى الاحتياط الفيديرالي، وركنها قربه، في وقت اتخذت إجراءات لمنع توقيف الشاحنة قبل بلوغ هدفها. وبعد ركن الشاحنة، سجل نفيس بياناً على شريط فيديو إلى الشعب الأميركي قال فيه: «لن نتوقف حتى تحقيق النصر أو الشهادة»، قبل أن يكتشف أن القنبلة كانت وهمية. وفي دكا، قال والد الشاب الذي يشغل منصب نائب رئيس مصرف في العاصمة البنغلاديشية: «نستغرب الأمر لأن نفيس ليس متطرفاً. هو يصلي ويقرأ القرآن الكريم يومياً، لكنني لم أره يوماً يقرأ كتباً عن الجهاد». وأوضح أحد أقرباء نفيس أن الأخير انتقل إلى الولاياتالمتحدة العام الماضي مع أحد أعمامه، وأن سفره كان أساساً للدراسة في جامعة في ولاية ميسوري، لكنه انتقل لاحقاً إلى نيويورك. وأعلن قائد الشرطة في نيويورك، راي كيلي، إحباط 15 مخططاً إرهابياً في المدينة منذ اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، مضيفاً أنه «يجب الآن إضافة الاحتياط الفيديرالي إلى لائحة الأهداف الرمزية المهمة» التي تضم جسر بروكلين وبورصة نيويورك.