قال مسؤول في أجهزة انفاذ القانون الأميركية إن النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب المحتجز بتهمة محاولة تفجير طائرة ركاب أميركية في يوم عيد الميلاد الماضي انقلب أثناء التحقيق معه على رجل الدين اليمني الأميركي المولد أنور العولقي الذي يزعم أن عبدالمطلب أحد «تلاميذه». وأبلغ المسؤول وكالة «أسوشيتد برس» بأن النيجيري الذي يواجه تهمة الإرهاب ظل يتعاون مع محققي مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف. بي. آي.) طوال الأيام الماضية، مقدماً معلومات عن معارفه في اليمن وعن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» الذي يتخذ تلك البلاد مقراً. واعتبرت «أسوشيتد برس» أن تعاونه مع المحققين في شأن العولقي «مهم»، إذ من شأنه تقديم خيوط جديدة للسلطات التي تحاول القبض على رجل الدين المتشدد أو قتله في الجبال اليمنية النائية. وتعتقد أجهزة الأمن الأميركية بأنه اتضح لها أن العولقي يقوم بالتجنيد لتنظيم «القاعدة»، وتربطه تحقيقات سابقة بصلة مع بعض مختطفي الطائرات التي استخدمت في تنفيذ هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وكذلك صلته مع عبدالمطلب ومع المتهم بإطلاق النار على زملائه العسكريين الأميركيين في قاعدة فورت هود بولاية تكساس. ولم يشأ المسؤول الأمني أن يوضح المعلومات التي أدلى بها عبدالمطلب (23 عاماً) للمحققين. لكن العولقي أبلغ قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية في مقابلة بثتها أخيراً بأنه ظل على اتصال بالمتهم النيجيري. وأضاف المسؤول الأمني الأميركي أن العولقي يتصدر قائمة بأسماء شخصيات متطرفة بارزة تحدث عنها عبدالمطلب أثناء التحقيق معه. وذكرت «أسوشيتد برس» أن عبدالمطلب وافق على التعاون مع محققي ال «اف. بي. آي» بعدما توجه عملاء فيديراليون إلى نيجيريا وعادوا مصطحبين معهم عائلة المتهم النيجيري. وتم جمع عبدالمطلب بوالده الحاج عمرو عبدالمطلب وعمه في سجن فيديرالي قرب ديترويت، حيث أقنعاه بجدوى التعاون مع ال «اف. بي. آي». ويذكر أن والد عبدالمطلب، وهو وزير سابق للاقتصاد ورئيس مجلس إدارة سابق لأكبر بنوك بلاده، كان حذّر السفارة الأميركية في العاصمة النيجيرية أبوجا بأن ابنه ربما كان شخصاً خطراً، لكن مسؤولي السفارة لم يقوموا بتوزيع فحوى ذلك التحذير على بقية أجهزة الأمن ووكالات الاستخبارات الأميركية. وأبلغ العولقي قناة «الجزيرة» الثلثاء الماضي قوله: «الأخ المجاهد عمر فاروق - فكّ الله أسره - هو أحد تلاميذي. نعم. وظللنا على اتصال، لكنني لم أصدر فتوى لعمر فاروق لتنفيذ هذه العملية». وأشارت «أسوشيتد برس» إلى أن فهم العلاقة بين العولقي وعبدالمطلب وتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» يعد دعامة أساسية للتحقيق الأميركي في محاولة تفجير الطائرة ولمساعي الولاياتالمتحدة لعرقلة أية مخططات إرهابية محتملة. وأشارت إلى أنه اتضح أيضاً أن مسؤولي الاستخبارات في بريطانيا أرسلوا برقية إلى نظرائهم الأميركيين في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ذكروا فيها أن شخصاً يدعى «عمر فاروق» تحدث إلى العولقي وتعهّد له بنصرة «الجهاد». لكن اسقاط اسم عائلة المتهم النيجيري (عبدالمطلب) منها جعل المحللين الاستخباريين الأميركيين يفضلون ربطها بالتحذير الذي تقدم به والده بعد ذلك بنحو أسبوع. كما اتضح أيضاً - طبقاً ل «أسوشيتد برس» - أن أجهزة الأمن والاستخبارات الأميركية أغفلت خيطاً تحذيرياً ثالثاً، إذ أشارت مكالمة التقطتها تلك الأجهزة داخل الولاياتالمتحدة إلى أن شخصاً نيجيرياً يجري تدريبه لتنفيذ مهمة خاصة. وقال عضو مجلس الشيوخ السيناتور الديموقراطي بيرون دورغان - طبقاً للوكالة نفسها - إن مكالمة أخرى تم التنصت عليها تحدثت عن «عملية من نوعٍ ما في 25 كانون الأول (ديسمبر)». ويشعر المسؤولون الأميركيون بقلق شديد من قدرة رجل الدين العولقي (38 عاماً) على تجنيد عناصر ل «القاعدة» على الصعيد الدولي، ويشعرون بقلق أشد من نجاحه في تجنيد عناصر من داخل الولاياتالمتحدة. وأوضحت «أسوشيتد برس» أنها اطلعت على وثيقة استخبارية حررت في كانون الثاني (يناير) 2009 تشير إلى أن 11 في المئة من زوار موقع العولقي على شبكة «الانترنت» يقيمون في الولاياتالمتحدة.