شاركت كلية العمارة والتخطيط في جامعة الدمام، في مؤتمر «مستقبل المدن للعشر سنوات المقبلة»، الذي عُقد أخيراً، في جمهورية ألمانيا الاتحادية، للبحث فيما ستواجهه المدن من مشكلات وتحديات خدمية وعمرانية وبيئية في المستقبل. وعقد المؤتمر في جامعة أخن، العريقة في مجال تخطيط المدن وبحوث مباني المستقبل. وقام وفد من كلية العمارة برئاسة الدكتور جمال سلاغور، بزيارة مركز البحوث العلمية في ألمانيا، والتقوا مسؤولين هناك. واطلعوا على مختبرات المركز، للتعرّف على إمكانات الإفادة من خبراتها، في دعم مركز الأبحاث في الجامعة، والتعرف على التجربة الألمانية «المتميزة» في مجال ترشيد الطاقة وإنتاجها في المباني، من خلال الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، مثل الشمس، والرياح، والحرارة الكامنة في باطن الأرض. ويسعى الفريق إلى الإفادة من الخبرات الألمانية في إنشاء مركز البحوث للمباني المستقبلية في جامعة الدمام. وقال عضو الوفد الدكتور محمد عصام: «إن الوفد قام بزيارة جامعات ألمانية، تملك خبرة واسعة في مجال علوم البناء وتقنياته، وإيجاد مواد وأساليب بناء جديدة، تتوافق مع متطلبات مفاهيم الاستدامة، التي تمثل أحد تحديات هذا العصر»، لافتاً إلى أنه أُتيح للفريق فرصة الاطلاع على تجارب هذه الجامعات، التي حازت على جوائز ومراكز متقدمة، من خلال مشاركتها في مسابقات معمارية عالمية، بمباني سكنية تعبّر عن التوجيهات المستقبلية في عالم وتقنية البناء، إذ تعتمد على نفسها في إنتاج الطاقة اللازمة لها، إضافة إلى أساليب وأفكار معمارية وهندسية تجعلها أكثر ذكاءً في تشغيلها، بما يخدم متطلبات مستخدميها. كما أنها تمارس دوراً إرشادياً وتعليمياً، للارتقاء بممارسات الساكنين فيها، بما يجعلها أكثر استجابة لعمليات ترشيد الاستهلاك، وكفاءة استخدام الطاقة، التي أصبحت أحد هموم العلماء في الفترة المقبلة». واعتبر عصام، أهم زيارات الوفد، «مركز فراونهوفر لأبحاث الطاقة» في مدينة فرايبورج، وهو مركز بحثي متخصص في أبحاث إنتاج الطاقة من الخلايا الشمسية، والذي يعتبر من المراكز العلمية المتطورة. ويقوم هذا المركز بتقديم كل ما هو متطور في مجال إنتاج الطاقة الشمسية وغيرها من الطاقات النظيفة والمتجددة. \ ويضم المركز عدداً كبيراً من المختبرات المتطورة التي تخدم الأنشطة والأبحاث كافة»، موضحاً أنها كانت «فرصة جيدة للفريق، للتعرف على هذه المختبرات، ومناقشة كيفية الإفادة من هذه الخبرات في إنشاء مختبرات المركز البحثي في جامعة الدمام». ويشرف المركز على مبانٍ قيد الإنشاء، وهي من المشاريع التي تطبق فيها التقنيات الحديثة لإنتاج الطاقة الكهربائية من الشمس، ومن الطاقة الحرارية الكامنة في الأرض، إضافة إلى زيارة مشاريع قائمة في مدينة فرايبورج، التي قام المركز بإعدادها، وطبّق فيها أساليب معمارية وهندسية لترشيد الطاقة، أو تعتمد على نفسها في إنتاج الطاقة الكاملة واللازمة، لتشغيلها. وأكد رئيس الفريق، أن «زيارة هذه المشاريع لها أهميتها العلمية، لما لمركز البحوث للمباني المستقبلية في جامعة الدمام، من اهتمام كبير بتطبيق هذه التجارب والتطبيقات لمباني سكنية يُرشّد فيها استهلاك الطاقة، من خلال حلول هندسية، تمكّن المبنى من سدّ حاجته الذاتية من الطاقة، بواسطة أحد مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، ولما لها أيضاً من دور في فتح آفاق التعاون بين جامعة الدمام والمراكز البحثية المتطورة في مجال بحوث البناء، وترشيد الطاقة»، لافتاً إلى أن هناك «الكثير من التحديات التي تواجه المباني. فيما المجتمع يتطلع إلى الجامعات السعودية، لأن يكون لها دور فعال في القيام بتطوير واقعي في مختلف الأوجه، التي تعتمد على نفسها إدارياً وعلمياً، لتستجيب لمثل هذه المتطلبات التنموية المشروعة للمجتمع».