قتل تسعة يمنيين على الأقل أمس في المواجهات المستمرة في محافظة الجوف بين الحوثيين وخصومهم القبليين الموالين ل «حزب الإصلاح» المدعومين بوحدات عسكرية. في وقت يواصل الحوثيون تصعيدهم في صنعاء والاحتشاد في محيطها في انتظار «اللحظة المناسبة»، أي بعد السيطرة على محافظة الجوف لتأمين الجبهة الشمالية والشرقية للعاصمة صنعاء لإسقاطها بالقوة. وفيما يكثف الرئيس اليمني عبدربه منصور مشاوراته لتكليف رئيس جديد للحكومة في سياق مضيه في تنفيذ «المبادرة» متجاهلاً موقف الحوثيين الرافض لها، استقبل أمس في صنعاء رئيس بعثة مجلس التعاون لدول الخليج العربية سعد العريفي وناقش معه مستجدات الأوضاع في البلاد في ضوء التصعيد الحوثي. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» أن الرئيس هادي» ثمّن مواقف دول المجلس التعاون ودعمها المتواصل لليمن في مختلف الظروف ومساعدتها لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي أجمعت عليها المكونات كافة والتي من شأنها رسم معالم مستقبل اليمن الجديد ودولته الحديثة المبنية على العدالة والمساواة والشراكة والحكم الرشيد». وأكدت مصادر قبلية وأمنية ل «الحياة» أن حوالى تسعة أشخاص على الأقل قتلوا أمس في مواجهات عنيفة بين الحوثيين والإصلاحيين في محافظة الجوف بينهم قيادي حوثي وضابط في الأمن، وقالت المصادر إن «المواجهات اشتدت أمس في مناطق حلوان والساقية بمديرية الغيل وفي مناطق آل جمعان بمديرية مجزر الحدودية مع محافظة مأرب». ويسعى الحوثيون للسيطرة على محافظة الجوف لتأمين الجبهة الشمالية والشرقية للعاصمة صنعاء التي يطوقها مسلحوهم من الاتجاهات كافة في سياق المرحلة الأخيرة مما يسمونه ب»التصعيد الثوري» الرامي إلى إسقاط الحكومة وإجبارها على التراجع عن قرار زيادة سعر الوقود وإشراك الجماعة في القرار السياسي. وكانت اللجنة الرئاسية المكلفة التفاوض مع الحوثيين، أعلنت مبادرة وطنية لحل الأزمة تضمنت تشكيل حكومة وحدة وطنية وخفض نسبة 30 في المئة من الزيادة الأخيرة في سعر الوقود وهو ما رفضه الحوثيون واعتبروه «التفافاً على مطالبهم» مؤكدين استمرارهم في التصعيد والعصيان وشل الحركة داخل العاصمة التي تحاصر فيها مخيماتهم عدداً من الوزارات. وشيعت أمس وزارة الدفاع في صنعاء 14 جندياً قتلوا في هجمات متزامنة قبل أيام شنها تنظيم «القاعدة» في محافظة شبوة (جنوب شرق صنعاء) على مواقع للجيش، في سياق نشاطه المتنامي في جنوب اليمن وشرقه، على رغم عمليات الجيش المستمرة لتضييق الخناق على عناصره. وتزداد المخاوف من أن يقود الصراع مع الحوثيين تنظيم «القاعدة» إلى إعادة ترتيب أولوياته والاتجاه بهجماته إلى غرب البلاد وشمالها لمواجهة تمدد الحوثيين الذين باتوا يطوقون العاصمة ويختلقون الذرائع أمام محاولات الحكومة حل الخلاف معهم استعداداً منهم، في ما يبدو، للانقضاض على السلطة.