كشف أحدث تقرير صادر عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس» التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار أن حجم إنفاق المغادرين من المملكة بلغ نحو 60.6 بليون ريال، اقتطع الترفيه الحصة الكبرى منها بنحو 16.5 بليون ريال، تلاه التسوق الذي كلفهم 15.1 بليون ريال، ثم كلفة مرافق الإيواء التي ناهزت 11.8 بليون ريال. وبلغت عدد الرحلات المغادرة من المملكة 15.8 مليون رحلة، منها 15.2 مليون رحلة سياحية و584 ألف رحلة زوار اليوم الواحد، كما قضى السياح المغادرون 200 مليون ليلة خارج المملكة، 42.8 في المئة منها كانت خلال الفترة من حزيران (يونيو) إلى أيلول (سبتمبر) التي وافقت إجازة الصيف، بينما كانت نسبة 8 في المئة منها خلال شهر نوفمبر الذي وافق إجازة عيد الأضحى المبارك. وغادرت المملكة 10.8 مليون رحلة سياحية لقضاء عطلات خارجية، أي ما يعادل 70.8 في المئة من إجمالي الرحلات، إضافة إلى 2.6 مليون رحلة لزيارة الأصدقاء والأقارب، في حين مثلت الرحلات لغرض الأعمال والمؤتمرات نحو 5.2 في المئة من إجمالي الرحلات. من جانبه، أوضح نائب رئيس اللجنة السياحية في غرفة تجارة وصناعة الرياض محمد المعجل أن توجهات الناس في إجازة العيد الأضحى تنقسم إلى ثلاث فئات، الأولى تتجه للحج والثانية للسياحة الداخلية والثالثة للسياحة الخارجية. وعزا التوجه للسياحة الداخلية في هذه الفترة من العام إلى اعتدال الأجواء في المنطقة الشرقية والمدن المطلة على البحر الأحمر. واعتبر المعجل أن أسعار الخدمات السياحية في الداخل أقل من مثيلاتها في الخارج. وقال: «لو تمت مقارنة أسعار الشقق والفنادق في داخل المملكة بمثيلاتها في خارجها لوجدنا أن الأسعار في السعودية هي الأقل، ولكن ما يميز الدول الأخرى وجود ما يطلق عليه «الباقة المتكاملة» فنحن ما نزال دون مستوى الاحتراف». ودعا الشركات السياحية إلى تطوير باقات سياحية متكاملة لسياح الداخل، اقتداء بالتجربة التي لاقت نجاحاً كبيراً مع المعتمرين على حد قوله. في السياق ذاته، اعتبر عضو لجنة السياحة في مجلس الغرف السعودية ماجد الحكير السياحة الداخلية من الاستثمارات الواعدة التي تنتظر إسهامات المستثمرين من رجال الإعمال لتنميتها، «خصوصاً أن المناطق السياحية تزخر بالكثير من مقومات النشاط السياحي، من حيث اكتمال البنية الأساسية، وتوافر جزء كبير من البنية الفوقية للقطاع السياحي». ولفت إلى تعدد المقومات والمواقع السياحية التي تجاوز عددها أكثر من 10 آلاف موقع يصاحبها وجود شبكة من الطرق الرئيسية تتجاوز في أطوالها 22 ألف كلم، إضافة إلى وجود أكثر من 26 مطاراً دولياً وإقليمياً ومحلياً. وأضاف: «تضم المملكة مقومات سياحية كثيرة، لا تتوافر في معظم الدول، كونها تجمع بين السواحل والشواطئ والجبال الخضراء والجزر والآثار والعيون، إضافة إلى أنها غنية بالآثار القديمة التي تدل على عراقتها تاريخياً. ونوه إلى وجود أكثر من 1675 موقع تراث ثقافي سياحي في المملكة، من أهمها مدائن صالح، وقرية الفاو، والأخدود، إلى جانب المتاحف، ومباني ومواقع التراث العمراني، وموقع إنتاج الحرف والصناعات التقليدية، والأسواق الشعبية، إضافة إلى تراث المناطق الصحراوية والساحلية، بجانب ممارسة هواية الغطس في شواطئ المملكة الممتدة على طول البحر الأحمر والخليج العربي. وأوضح أن صناعة السياحة الداخلية لها العديد من الأبعاد منها ما هو اقتصادي وثقافي وأمني، لافتاً إلى إحصاءات تقدر حجم إنفاق السعوديين خارج المملكة في عام ب30 بليون ريال، وهو ما اعتبره مؤشراً خطيراً. وتابع: «بات ضرورياً فتح أسواق جديدة واعتماد منتجات السياحة الثقافية وسياحة الصحاري والمؤتمرات والتسلية والترفيه في جميع مناطق المملكة، إلى جانب موسم الحج والعمرة، مع تسليط الضوء على المقومات التي تتمتع بها المملكة، ورفع القدرة التنافسية للمنتج السياحي والاعتماد على زيادة التسويق». وزاد: «توجد مطالب عدة من رجال الأعمال والمستثمرين في القطاع السياحي بضرورة تكاتف الأجهزة المعنية والتنسيق في ما بينها من أجل تنشيط السياحة الداخلية، مع حث وسائل الإعلام على التركيز على هذه الصناعة الواعدة، بجانب قيام الهيئة العامة للسياحة والآثار بمراقبة الأسعار ووضع شروط فنية وخدمية ومعايير الجودة وشروط للتشغيل في جميع المنشآت السياحية سواء التي تقدم الخدمات أو المنتجات السياحية بمواصفات عالية تنافس الدول الأخرى».