مع بدء الإجازة الصيفية، شهد العديد من المنتجعات السياحية والشاليهات إضافة الى الغرف والشقق الفندقية، ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار تجاوزت نسبته في معظم الأماكن السياحية في المنطقة الشرقية النسب المتوقعة على رغم الجهود المبذولة من جهاز تنمية السياحة في المنطقة لمراقبة الأسعار وضبطها، في محاولة لإنعاش السياحة الداخلية. إذ أعلنت العديد من الأماكن السياحية بخاصة المطلة على البحر، أسعارها الصيفية والتي تمتد من بداية الشهر الجاري الى نهاية الشهر المقبل، وذلك عن طريق مواقعها الإلكترونية، إضافة الى بعض العروض التي قدمتها لزوار المنطقة القادمين من خارجها. وأوضح عبدالجليل التركي (مدير مبيعات في شركة سفر وسياحة) أن الأسعار شهدت ارتفاعاً ملحوظاً تجاوز ال (40 في المئة) عن الأسعار المعتادة، نظراً لبدء الإجازة وكثرة الزوار وانطلاق الفعاليات الصيفية التي تشهدها المنطقة خلال هذه الفترة، والتي من المرجح أن تستقطب أكثر من 300 ألف سائح بحسب رأي المنظمين لهذه المهرجانات. وأضاف أن ردود بعض الزوار كانت مستهجنة لهذا الارتفاع. وأشاروا الى أن «هناك مبالغة في الأسعار، بخاصة أن بعض ملاك المنتجعات والشاليهات السياحية يتعمدون رفع الأسعار، نظراً لان هذه الفترة تعتبر الموسم الأهم في السنة، والكعكة الكبيرة التي يتسابقون على اقتسامها»، مضيفين أن هذه الأسعار ترهق موازنتهم المتواضعة وتقلل من فرص اختيار الأماكن الترفيهية المناسبة للأطفال والعائلات. من جانبه، قال فوزي الهاني (مدير شركة للسياحة والسفر) ان السياحة الداخلية ستشهد انتعاشاً لهذا العام، مشيراً إلى أن الكثيرين قاموا بإلغاء حجوزاتهم إلى الخارج بسبب تفشي مرض انفلونزا الخنازير، إضافة إلى الظروف الاقتصادية التي منعت آخرين من السفر. وعزا ترك السعوديين للسياحة الداخلية والتوجه الى الخارج، الى البحث عن الأجواء الباردة والأسعار المناسبة والأماكن الترفيهية الكثيرة، التي تكون متاحة للجميع، وتوفر فرصاً عدة لقضاء فترة إجازة أطول. ويرى أن الأسعار في الداخل لا تناسب ذوي الدخل المحدود، نظراً لغلائها الذي أصبح ظاهرة موسمية، إذ يضطر المواطن إلى السفر إلى البلدان المجاورة، نظراً لان الأسعار أقل من الموجودة في المنطقة. ودعا إلى خفض الأسعار الموجودة حالياً، والعمل على جذب المواطنين، ما سيحدث مردوداً طيباً لدى الجميع وزيادة الإقبال. وحول كلفة قضاء 15 يوماً في احد الفنادق الراقية، قال عبدالله المشهور (مدير مكتب سفر وسياحة) ان قضاء 15 يوماً في ماليزيا - وفق عروض هذا الصيف - تكلف 8350 ريالاً، وفي تركيا 7800 ريال، وفي مصر 6950 ريالاً، وفي لندن 11486 ريالاً، وفي باريس 10880 ريالاً، وفي لشبونة 9400 ريال، أما في المنطقة الشرقية وفي أحد الفنادق فإن كلفتها تصل إلى 6750 ريالاً قيمة السكن فقط، اما في أحد الشاليهات المطلة على الخليج العربي فإن الأسعار ترتفع بحسب كلفة الشاليه، اذ تبدأ من 900 ريال في الليلة، إلى 3200 ريال في الليلة، وتبلغ كلفة قضاء 15 ليلة في هذا الشاليه نحو 36 ألف ريال. وأشار التقرير السنوي لعام 2008، والصادر عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس)، التابع للهيئة العامة للسياحة، إلى أن أربعة ملايين سائح سعودي أنفقوا ما يقارب ستة بلايين دولار على السياحة الخارجية. فيما توقعت الهيئة العامة للسياحة والآثار أن تشهد حركة السياحة المحلية لهذا الصيف نمواً بنسبة 3 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وبمعدل إنفاق يتجاوز 11.9 بليون ريال. وقدر تقرير (ماس) وصول عدد الرحلات السياحية المحلية (سياح المبيت داخل المملكة) للفترة من تموز (يوليو) وحتى نهاية ايلول (سبتمبر) المقبل، إلى 9.4 مليون رحلة سياحية. وأشار إلى أن مجموع عدد ليالي الإقامة خلال صيف 2009 سيصل إلى 84 مليون ليلة، في مقابل 79 مليون ليلة للفترة نفسها من العام 2008.