يتجه كثيرون من الشباب السعوديين إلى عرض برامجهم الخاصة ومواهبهم عبر موقع «يوتيوب»، متلافين المتعارف عليه من البرامج التلفزيونية والكلفة المرتفعة لإنتاجها، لتكون هذه البرامج متنفساً لهم وسبيلهم إلى نقد حرّ وبسيط، بعيداً من مقص الرقابة ومصالح المعلنين. بالنسبة إلى السعوديين، «يوتيوب» هو المنافس الأكبر لشاشات التلفزيون. وبحسب دراسة لموقع «غوغل»، يشاهد السعوديون يومياً ما يزيد عن 36 مليون فيديو على «يويتوب»، بنسب متساوية بين الجنسين، علماً أن متوسط أعمار المستخدمين هو 33 سنة، وهم يبحثون عن الترفيه أو المعلومات، ما يجعل «يوتيوب» الوسيلة المرئية - المسموعة المفضلة لدى السعوديين. وتُعرض في الموقع راهناً عشرات البرامج السعودية التي حقق بعضها مشاهدة بالملايين، منها «إيش اللي» و»لا يكثر» و»صاحي» و»مسامير» و»على الطاير»، إضافة إلى «التاسعة إلا الربع» الذي يقدمه محمد بازيد ويعتبر البرنامج السعودي الأول على الموقع. عن تجربته يقول بازيد: «برنامج «التاسعة إلا ربع» كان من أوائل البرامج السعودية المنتظمة على «يوتيوب»، منذ انطلق في آذار (مارس) 2010، الفكرة للزميل طارق الحسيني، بالاشتراك مع حازم الجريان، وكانت في الأساس إطلاق قناة خاصة على «يوتيوب» تقدم عدداً من البرامج، لكن التجربة لم تكتمل سوى في ما يخص «التاسعة إلا ربع» الذي تقارب حلقاته الآن الثلاثين وبتّ أفكر في تطويره وإخراجه بشكل جديد». وعن سبب اختيار «يوتيوب» يقول إن ذلك «يعود إلى خلوّه من تعقيدات مالية أو إدارية، فنستطيع كشباب الوصول إلى أقراننا بسهولة وبلا وسيط». وإذ يلفت إلى أن هدفه لم يكن استدراج عروض تلفزيونية، فإن البرنامج استقطب له بعض العروض، بلغ أحدها مرحلة جادة من التفاوض لكن الخلاف وقع على الصيغة التي سيظهر فيها البرنامج تلفزيونياً». ويضيف: «منذ البداية موّلتنا شبكة أبو نواف الإلكترونية، وربما كان ذلك نتاج شبكة الإنترنت والتواصل مع الشباب على مدى سنوات. وكانت لشركة «باب» مساهمة لوجيستية، بينما ظهر أول إعلان في البرنامج بعد أكثر من 12 حلقة، وهذا طبيعي إذا أخذنا في الاعتبار أن التجربة كانت حديثة نسبياً، كما أن سوق الإعلان على «يوتيوب» ما زال يتشكل، والمعلنون يقتربون لكن بحذر. كأنها مرحلة اختبار، ومع الوقت وزيادة مستوى الاحتراف في البرامج المقدمة، ستتضاعف قيمة الإعلانات ومساحتها». ويرى بازيد إن نسب المشاهدة معيار مهم في تحديد نجاح برنامج أو فشله، لكنه بالطبع ليس الوحيد. هناك معيار «تفضيل البرنامج»، وتكوين قاعدة جماهيرية مواظبة لتجوز المقارنة بشعبية برامج أخرى. «وما زالت كل هذه المعايير في حاجة إلى وقت لتستقر وتصبح قابلة للقياس، لكنها مع ذلك أكثر دقة من الأسلوب المتبع لقياس نسب المشاهدة التلفزيونية التقليدية في العالم العربي». وبسؤاله عن الجرأة قال: «جرأتنا في الطرح تتركز في القالب، أما المضمون فلا قضية نطرحها تتجاوز سقف الإعلام التقليدي، في «التاسعة إلا ربع» نلتزم ضوابط المجتمع، الدينية والاجتماعية والقانونية، لذا لم نتعرض لمضايقات وجميع من قابلناهم من قطاعات مختلفة معجبون بما نقدم... الجميل إن شبكة الإنترنت أتاحت لكل المواهب والأصوات فرصاً متساوية للوصول والتأثير».