أكدت الجهات الأمنية أن «جهيمان» المشتبه تورطه في إطلاق النار الذي أدى إلى مقتل أحد المتجمهرين في حفلة تفحيط في منطقة «العويرض» في الدمام، أخيراً مطلوب في عدة قضايا جنائية، وتمت إحالته من شرطة الرياض إلى الدمام لاستكمال الإجراءات في شأنه، فيما أوضح مرور المنطقة الشرقية أنه قام خلال الأشهر الماضية بالقبض على أكثر من 1736 شخصاً بتهمة التفحيط، مشيراً إلى أنه تمكن من القضاء على نقاط التفحيط داخل الأحياء السكنية في الدمام والخبر. وانتشر في الآونة الأخيرة مقطع فيديو على (اليوتيوب) يظهر مجموعة من الشباب المستهترين بأرواحهم وأرواح الآخرين ومستخدمي الطريق وهم يمارسون عملية التفحيط وإطلاق النار بشكل عشوائي من أسلحة نارية في منطقة «العويرض» في مدينة الدمام مما تسبب في مقتل أحد المتجمهرين (يبلغ من العمر 26 سنة)، وإحراق إحدى السيارات التي كانت تقف بالقرب من الموقع. وأوضح المتحدث الرسمي باسم شرطة منطقة الرياض العقيد ناصر القحطاني أن التعاون والتنسيق الذي تم بين إدارة التحريات والبحث الجنائي في شرطة المنطقة وشرطة الشرقية أثمر عن تضييق دائرة الاشتباه في شخص مطلوب يلقب ب(جهيمان) وترجيح تورطه في إطلاق النار خلال مقطع الفيديو، وبعد القيام بعدة عمليات رصد وملاحقة أمنية نجح فريق البحث والتحري في شرطة الرياض من اقتفاء أثره ووضع المركبة التي يستقلها تحت المراقبة السرية والقبض عليه وهو يهم بدخول إحدى الشقق المفروشة شرق مدينة الرياض، وكان بمعيته حدثان مطلوبان لتغيبهما عن ذويهما، وتبين أن السيارة التي بحوزته من طراز جيب شاص موديل 2011 مبلغ عن سرقتها لدى مركز شرطة النظيم في العشر الأواخر من شهر رمضان الماضي، وبتفتيشهم ضبط بحوزتهم مسدس وعدة طلقات حية وثلاث أظرف فارغة لأسلحة متنوعة، ، حيث تمت إحالتهم لشرطة المنطقة الشرقية لاتخاذ اللازم حيالهم. وكانت «الحياة» نشرت الأسبوع قبل الماضي عن مقطع فيديو جرى تداوله عبر موقع «يوتيوب»، يرجح أنه الدقائق التي سبقت وقوع جريمة القتل، ويظهر فيها شاب مسلح برشاش، كان يرافق أحد المفحطين في سيارته. وشهدت المنطقة الشرقية خلال الفترة الماضية حوادث قتل في ساحات التفحيط ولكن بطريقة مختلفة، إذ شهدت العديد من الساحات في الدمام والجبيل والقطيف وصفوى، حوادث دهس من قبل المفحطين، إلا أن ما شهدته منطقة «العويرض» من خلال استخدام بعض المفحطين للسلاح أثناء استعراضهم يعتبر طريقة جديدة في عالم التفحيط، وهو ما يمثل ناقوس خطر تدقه هذه الفئة، في ظل عدم وجود إجراءات صارمة، للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، والتي انتشرت خلال الفترة الماضية في شكل ملحوظ على مستوي المملكة، مما دفع بعض المفحطين لابتكار طرق جديدة لجذب الأنظار إليهم. وتعتبر منطقة «العويرض»، من أشهر أماكن التجمعات الشبابية، لممارسة التفحيط، وعادة ما يكون التواجد الأمني قليلاً فيها، نظراً لوقوعها خارج النطاق العمراني للمدينة، وبُعدها عن الأحياء السكنية، وتستقطب «العويرض» هواة التفحيط من داخل السعودية، ودول الخليج العربي، ونشرت شرطة المنطقة الشرقية العديد من دورياتها الأمنية، ووضعت نقاط تفتيش عديدة عند مداخل ومخارج المنطقة. فيما شهدت مدينة صفوى حفلات تفحيط في حي «الزهراء» أمس، وأول من أمس، شارك فيها مئات الأشخاص قادمين من مختلف مناطق الشرقية، قال أحد المشاركين فيها ل «الحياة» أنها شهدت كثافة بعد إغلاق الأمن لمنطقة «العويرض»، متوقعاً أن تستمر حفلات التفحيط في مدينة صفوى حتى تتدخل الجهات الأمنية لوقفها. وساهم وجود العديد من المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت، في جذب مئات الشباب المهتمين بالتفحيط، والتي وفرت لهم معلومات هامة وكثيرة عن أماكن التفحيط والمفحطين، إضافة إلى مواعيد المسابقات، والتعزيز والدعم للمفحطين، فيما قامت بعض المواقع بنشر صور ولقطات فيديو حصرية لاستعراضات المفحطين. ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل قامت بعض المواقع المتخصصة في إنشاء قناة فيديو على موقع «اليوتيوب» الشهير، لبث مقاطع الفيديو لأشهر المفحطين، ونشر أخبارهم الخاصة والسيارات المفضلة لديهم في التفحيط.