كثفت الفرق الأمنية من تواجدها في منطقة «العويرض» التي تعتبر أحد أبرز مناطق التفحيط في مدينة الدمام، ويأتي هذا التواجد بعد مرور أسبوع على حادثة مقتل شاب أثناء وجوده في المنطقة التي أخذت شهرتها من حفلات «التفحيط» التي تقام أسبوعياً فيها، فيما قال مشاركون في التفحيط إلى «الحياة» أن التجمعات انتقلت بدرجة رئيسة إلى مدينة صفوى وبالتحديد في حي «الزهراء» الذي يعتبر من الأحياء الحديثة في المدينة. ورصدت «الحياة»، تواجد العديد من الدوريات الأمنية ، في منطقة «العويرض» التي تقع بالقرب من مطار الملك فهد الدولي، فيما أكدت شرطة المنطقة الشرقية على لسان المتحدث الإعلامي المقدم زياد الرقيطي، أنه لم يتم حتى الآن القبض على الجاني، وأنه لا يزال البحث عنه جارياً لغاية الآن، مشدداً على أن الجهات المختصة تكثف نشاطها للقبض عليه وتقديمه للمحاكمة، فيما يعتقد أن الجاني هو المفحط الشهير «جهيمان»، والذي اشتهر في ساحات التفحيط. وكانت «الحياة» نشرت الأسبوع الماضي عن مقطع فيديو جرى تداوله عبر موقع «يوتيوب»، وتابعه أكثر من 265 ألف شخص، بخلاف من شاهدوه على روابط أخرى، يرجح أنه الدقائق التي سبقت وقوع جريمة القتل، ويظهر فيها شاب مسلح برشاش، كان يرافق أحد المفحطين في سيارته. وشهدت المنطقة الشرقية خلال الفترة الماضية حوادث قتل في ساحات التفحيط ولكن بطريقة مختلفة، إذ شهدت العديد من الساحات في الدمام والجبيل والقطيف وصفوى، حوادث دهس للشباب من قبل المفحطين، إلا أن ما شهدته منطقة «العويرض» من خلال استخدام بعض المفحطين للسلاح أثناء استعراضهم يعتبر طريقة جديدة في عالم التفحيط، وهو ما يمثل ناقوس خطر تدقه هذه الفئة، في ظل عدم وجود إجراءات صارمة، للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، والتي انتشرت خلال الفترة الماضية في شكل ملحوظ على مستوي المملكة، مما دفع بعض المفحطين لابتكار طرق جديدة لجذب الأنظار إليهم. وتعتبر منطقة «العويرض»، من أشهر أماكن التجمعات الشبابية، لممارسة التفحيط، وعادة ما يكون التواجد الأمني قليلاً فيها، نظراً لوقوعها خارج النطاق العمراني للمدينة، وبُعدها عن الأحياء السكنية، وتستقطب «العويرض» هواة التفحيط من داخل السعودية، ودول الخليج العربي، ونشرت شرطة المنطقة الشرقية العديد من دورياتها الأمنية، ووضعت نقاط تفتيش عديدة عند مداخل ومخارج المنطقة. وشهدت مدينة صفوى خلال الأيام الثلاثة الماضية قيام حفلات تفحيط في حي «الزهراء» شارك فيها مئات الأشخاص قادمين من مختلف مناطق الشرقية، قال أحد المشاركين فيها ل «الحياة» أنها شهدت كثافة بعد إغلاق الأمن لمنطقة «العويرض»، متوقعاً أن تستمر حفلات التفحيط في مدينة صفوى حتى تتدخل الجهات الأمنية لوقفها. وساهم وجود العديد من المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت، في جذب مئات الشباب المهتمين بالتفحيط، والتي وفرت لهم معلومات هامة وكثيرة عن أماكن التفحيط والمفحطين، إضافة إلى مواعيد المسابقات، والتعزيز والدعم للمفحطين، فيما قامت بعض المواقع بنشر صور ولقطات فيديو حصرية لاستعراضات المفحطين. ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل قامت بعض المواقع المتخصصة في إنشاء قناة فيديو على موقع «اليوتيوب» الشهير، لبث مقاطع الفيديو لأشهر المفحطين، ونشر أخبارهم الخاصة والسيارات المفضلة لديهم في التفحيط. وحاولت هذه المواقع استقطاب أكبر عدد ممكن من الأعضاء، إذ يتطلب لأي زائر التسجيل قبل الدخول على أي موضوع في المنتدى أو مشاهدة أي من الصور أو الفيديوهات الخاصة للمفحطين. ويعتبر «التفحيط» ظاهرة منتشرة على مستوى المملكة، رغم القوانين الرادعة التي سنتها الجهات المختصة للحد من هذه الظاهرة، إلا أنها لم تمنع الشباب من ممارسة التفحيط، وأخذت في تزايد خلال السنوات الماضية في شكل ملحوظ، وزيادة عدد الوفيات في ساحات التفحيط، وهو ما دفع الكثير من الناس إلى المطالبة بسن قوانين قاسية، تحد من هذه الظاهرة. وأكد العديد من المسؤولين أن أكثر الذين يمارسون مهنة التفحيط هم من فئة الشباب، وأن بعضهم يتعاطى حبوباً مخدرة أثناء ممارسته للتفحيط.