اختُتمت حفلة «تفحيط» شارك فيها عشرات الشبان، في منطقة «العويرض» غرب مدينة الدمام، بمقتل أحدهم، إثر إصابته بطلق ناري، ليفارق الحياة فور وصوله إلى مستشفى القطيف المركزي. وفيما تُحقق أجهزة الأمن في الحادثة، جرى تداول مقطع عبر موقع «يوتيوب»، يُرجح أنه الدقائق التي سبقت وقوع جريمة القتل، ويظهر فيها شاب مسلح برشاش، كان يرافق أحد المفحطين في سيارته. وتابع المقطع، الذي نشر على الموقع يوم الأحد الماضي، أكثر من 265 ألف شخص، حتى مغرب يوم أمس. بخلاف من شاهدوه على روابط أخرى على «يوتيوب». ووقعت حادثة مقتل الشاب، أثناء وجوده في منطقة «العويرض»، التي تقع غرب مدينة الدمام، بالقرب من مطار الملك فهد الدولي، والتي تشتهر بالتجمعات الشبابية، وبخاصة ممارسي التفحيط وعشاق مشاهدتهم. وأوضح المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية زياد الرقيطي، أن «مركز شرطة غرب الدمام، تلقى بلاغاً من مستشفى القطيف المركزي، عن وصول مصاب إلى المستشفى، نتيجة تعرُّضه لطلقٍ ناري وفارق الحياة»، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية «باشرت التحقيق وضبط الإفادات اللازمة. ووُجد أن المُتوفى مواطن، في العقد الثالث من العمر. وتشير التحقيقات الأولية إلى تعرُّضه لطلقٍ ناري أثناء وجوده في أحد مواقع التجمعات الشبابية غرب الدمام. وتم التعامل مع الواقعة من قِبل الجهات المختصّة». وتعتبر منطقة «العويرض»، من أشهر أماكن التجمعات الشبابية، لممارسة التفحيط، وعادة ما يكون التواجد الأمني قليلاً فيها، نظراً لوقوعها خارج النطاق العمراني للمدينة، وبُعدها عن الأحياء السكنية، وتستقطب «العويرض» هواة التفحيط من داخل السعودية، ودول الخليج العربي. وتداول رواد شبكات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، خلال اليومين الماضيين، مقطعاً تظهر فيه سيارتان من طراز «داتسون»، إحداهما بيضاء، كُتب عليها «جهيمان»، والأخرى صفراء اللون، كُتب عليها «دروله». ويُرجح أنهما اسمان يشتهر بهما قائدا المركبتين في عالم المفحطين. ويقوم السائقان، بحسب ما يظهر في المقطع، الذي لم يتم التأكد من مكان تصويره ووقته، بممارسة التفحيط وسط تجمهر عدد كبير من الشبان. ويحمل الشاب الذي يجلس بجانب السائق في إحدى السيارتين، ويدعي «المعزز»، سلاحاً رشاشاً، ويقوم بإطلاق أعيرة نارية في الهواء أثناء التفحيط. وهو ما دفع عدد من الشبان المتجمهرين إلى محاولة منعه من إطلاق النار؛ خوفاً من إصابة أحدهم. كما يظهر آخر في سيارة من نوع «لاند كروزر» وفي يده مسدس، يلوح به. ويُلاحظ قيام قائدي سيارتين «الداتسون» بمحاولة صدم بعضهما بعضاً، أثناء التفحيط. إلا أن المفاجأة كانت عند نهاية التفحيط، بترجل الشاب الذي كان يحمل الرشاش، ليقوم بإطلاق النار في الهواء في شكل عشوائي. فيما توضح لقطة أخرى في نهاية المقطع احتراق السيارة الأخرى. ولم يتضح ما إن كان الحريق ناتجاً من الطلقات النارية، أو لسبب آخر. وعلمت «الحياة»، أن التجمع تم بعد أن تم التنسيق بين الشبان، من طريق أجهزة «البلاك بيري»، وبعض المواقع على شبكة الإنترنت المُتخصصة في «التفحيط»، إذ تم تحديد المكان والزمان، لمشاهدة مسابقة التفحيط. فيما رجحت المصادر أن يكون إحراق السيارة تم بعد سكب البنزين عليها من قِبل مرافقي أحد المفحطين. يُشار إلى أنه تم إنشاء عدد من المواقع والمنتديات الإلكترونية المتخصصة في التفحيط. ويقوم بعضها بإعطاء المفحِّطين والمصورين، عند إدراج اسم المنتدى في مقاطع الفيديو، أو على سيارة المفحِّط، «مميزات وعضوية خاصة». ما ساعد على انتشار مثل هذه التجمعات والتصرفات.