أرجأ المجلس الوطني السوري المعارض اجتماعه المقرر الاسبوع المقبل في الدوحة الى مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) لإقرار صيغة توسيع المجلس بعد ورود عدد كبير جداً من طلبات الانتساب، وفق ما ذكر امين سر الامانة للمجلس انس العبدي. وقال العبدي ل «فرانس برس»: «اتخذت الامانة العامة قراراً بتأجيل الاجتماع اسبوعين على الاقل حتى مطلع تشرين الثاني، على ان يتم الابقاء على اجتماعات الامانة العامة المقررة في الدوحة في 15 و16 تشرين الاول (اكتوبر)». وتجتمع الهيئة العامة من اجل اقرار اعادة هيكلة المجلس الوطني وتجديد هيئاته ومكاتبه، بالاضافة الى «وضع خطة استراتيجية كبرى لعمل المجلس والثورة السورية»، وفق العبدي. وأوضح عضو المجلس الوطني ان السبب الرئيسي للارجاء هو ان لجنة اعادة هيكلة المجلس «تلقت عدداً ضخماً من طلبات الانتساب اكثر مما كان متوقعاً من مكونات مختلفة، من الحراك الثوري والمجتمع المدني وتيارات سياسية، للانضمام الى المجلس الموسع». وأشار الى ان هذه الطلبات «تتطلب دراسة بعناية من اجل الوصول الى تمثيل موضوعي داخل المجلس يأخذ في الاعتبار كل المكونات وكوتا للمرأة والتنوع». وقال العبدي ان الامانة العامة المؤلفة من اكثر من اربعين عضواً يمثلون كل مكونات المجلس، حددت عدد اعضاء المجلس الموسع ب400، وهامش مرونة لا يتعدى العشرة في المئة». وأشار الى «عدم امكانية استيعاب اكثر من ذلك لكي يحافظ المجلس على فاعليته وقدرته على العمل»، علماً ان الارقام المطروحة من عدد من اعضاء المجلس الوطني تصل الى 600. ويتعرض المجلس الوطني الذي يعتبر ابرز مكونات المعارضة السورية لضغوط دولية كثيرة من اجل توحيد صفوفه ووضع خطة واضحة في مواجهته مع النظام السوري. وتشكل الانقسامات داخل المعارضة وبعض الصراعات الخفية على السلطة احد اسباب تردد الغرب في تسليح المعارضة. وقال العبدي ان اعادة هيكلة المجلس والعمل على وضع نظام داخلي جديد له «يكسب المجلس فاعلية وتمثيلية أكبر». وأوضح ان توحيد المعارضة سيتم على مرحلتين: المرحلة الاولى اعادة الهيكلة التي يفترض الانتهاء منها في الاجتماع القادم للهيئة العامة بهدف ان يضم المجلس «اكبر عدد من المنضوين تحت اهداف الثورة السورية». والمرحلة الثانية تقوم على «التنسيق مع الاطراف التي لا تريد الانضمام الى المجلس من اجل توحيد الرؤية حول مستقبل سورية». وأشار الى ان الدوحة ستستضيف في هذا الاطار في الاسبوع الاخير من تشرين الاول اجتماعاً للمعارضة يضم المجلس الوطني واطياف اخرى مهمة في المعارضة من خارج المجلس لتنسيق المواقف. وتشكل المجلس الوطني في تشرين الاول 2011 من ممثلين للاخوان المسلمين وتيارات ليبرالية واخرى قومية، اضافة الى ممثلين لناشطين على الارض في الداخل ولاحزاب كردية واشورية. ويرأسه حالياً عبد الباسط سيدا الذي انتخب في حزيران (يونيو) لمدة ثلاثة اشهر، وتم التمديد له في مطلع ايلول (سبتمبر). وأوضح العبدي ان الهيئة العامة الحالية ستجتمع لاقرار اعادة الهيكلة بعد موافقة الامانة العامة عليها والنظام الداخلي. ثم تعقد الهيئة العامة الموسعة اجتماعاً لانتخاب امانة عامة جديدة. وتتولى الامانة العامة في اليوم التالي انتخاب مكتب تنفيذي ورئيس جديدين للمجلس. والهدف من هذه الاجراءات الرد على انتقادات داخلية حول الاستئثار بالسلطة وافتقاد الديموقراطية في المجلس. وسيشارك ضيوف دوليون وعرب في الجلسة الافتتاحية للمجلس الموسع.