عاد خطر هواية التفحيط إلى واجهة المشهد مرة أخرى، بالتزامن مع حالات دهس خطرة سجلتها أخيراً عدد من مدن السعودية، وراح ضحيتها أطفال وشباب في عمر الزهور. وعلى رغم أن مشهد المفحط المتهور يقتحم شوارع وساحات الأحياء مسرعاً فيما تتأرجح سياراته وتنشر الرعب بين قلوب المارة لم يغب عن حياة السعوديين لأعوام طويلة، إلا أن الحوادث الأخيرة قرعت الجرس بضرورة التدخل الحكومي لوضع حد لهذه الهواية الشبابية القاتلة. ولا سيما أن هواية التفحيط تطورت للأسوأ، وباتت مصحوبة في بعض الأحيان بجرائم جديدة ليس أولها سرقة المركبات ولا آخرها حمل السلاح وإطلاق النار في الهواء كما هي الحال مع مفحط حي السلي في مدينة الرياض، الذي حصد أخيراً روح مواطن كان ماراً لدى قيامه بالتفحيط بمركبة مسروقة. فيما ذهل السعوديون قبل أيام لخبر دهس مركبة مسرعة أربع فتيات صغيرات في المنطقة الشرقية، وبتر قدم إحداهن مع وجود شبهة بأن صاحب المركبة كان يمارس التفحيط. وفي حين لا يزال البعض ينادي بتخصيص أندية لممارسة هذا النوع من الهوايات القاتلة، ترفض شريحة من السعوديين هذه المطالب باعتبارها تشريعاً لممارسات إجرامية لا يصح أن يقبل بها المجتمع السعودي. ففي نقاش على «تويتر» على خلفية الأخبار الأخيرة عن تسبب مفحطين في إلحاق الأذى بأطفال أبرياء، طالب «مغردون» بسن قوانين صارمة بحق المفحطين وتغليظ العقوبة ضدهم والاستفادة من تجربة مدينة دُبيْ التي تغرم قاطع الإشارة بنحو خمسة آلاف ريال فضلاً عن السجن وحجز المركبة، معتبرين أن العقوبات ضد المفحطين يجب أن تشمل مصادرة المركبة، والسجن، والغرامة، والمنع من القيادة سنة على الأقل، فضلاً عن التشهير باسم المفحط. وشارك كُتَّاب رأي معروفون في النقاش بخصوص ضرورة إيجاد الحل للمفحطين، إذ رأى الكاتب راشد الفوزان في «تغريداته» أن التفحيط أصبح عاماً ومنتشراً في الرياض والطائف، والأحساء، وسيهات، وتبوك، مشيراً إلى أن التفحيط عبث يستدعي التحرك من رجال المرور. ولفت إلى أن من الجوانب الخطيرة في المشكلة، أن المفحط أصبح في بعض الأحيان معلماً، ورجل أمن وخليط من كل المجتمع.