مفارقة، الخبر الأول، منذ أيام معدودة، أحد المضبوطين المعتدين على دورية أمنية وسط بؤرة شبان مفحطين متهم رئيسي «بمطاردة وصدم دورية مرور في الطائف خلال تجمع تفحيط، مهنته (معلم سعودي) في العشرينات من عمره» والسبت الماضي أطاح مرور القصيم برجل أمن برتبة (نقيب) يعمل في قطاع عسكري أثناء قيامه بالتفحيط...!! مع الإشادة بمرور القصيم لقبضه قبل شهر على 7 مفحطين دفعة واحدة، نتحدث عن جرائم أفراد ولا نعممها، نقرع جرس إنذار أن عدم وضع خطة لاجتثاث ظاهرة التفحيط يفاقمها. المعلم ورجل الأمن، وفي شكل عام بعض العاملين في مجالات حساسة، عليهم إدراك خزي وحرمة بعض الأمور وتأثيرها على سمعة القطاع الذي ينتمون إليه، ومبررات تحريم «فعل التفحيط» الذي يشعر المفحط بنشوة تصل به إلى مرحلة ارتكاب الجرائم، ناهيك عن احتمالات أن يكون التفحيط تحت تأثير (تعاطي المخدرات) بالتالي فصل فكرة الجمع بين فعل التعاطي مع التفحيط والاستهانة بالأمن الوطني، وتعريض حياة الناس للخطر وارتكاب فعل الاعتداء باستهانة بالغة كما حدث في «المقطع الشهير» يبرر تغليظ الجرم الذي ربما يبدو عاديا من أي جانٍ من الجناة بينما تجب العقوبة المغلظة لمن يرتكبه وهو يحتل «مكانة اجتماعية وتحت طائلة يده مسؤولية وطنية واجتماعية من نوع خاص» وربما يكون من قطاعات تعتمد القسم على «كتابنا المقدس». الاعتراف الاجتماعي حان وقته بأن التفحيط إحدى وسائل الاستمتاع من وجهة نظر الشباب، ولابد من تقنينه وتحويله إلى أسلوب ترفيه لدى بعض الفئات، وإتاحة فرصة للاستثمار في نوادٍ مخصصة وبضوابط صارمة، سيؤدي لترشيد هذه الهواية ويتيح لها مرجعية تجعلها قابلة للتعامل معها وتطويقها بما يحمي من يمارسها، ويحمي المجتمع من آثارها السلبية. الصواب إدماج الشباب في وضع الحلول، ودعوة مشاهير المفحطين لأنهم قدوة .. للتوقف، تسليم أنفسهم والعمل على إصلاحهم، أتذكر أن المفحط المدعو «تفاحة» كان أشهر مفحط في جيل سابق، لم يكن لدى الشباب متعة من 4 3 عقود في مدينة الرياض تعادل متعة ممارسة أو التفرج على «التفحيط» بعد توبته وإعلان اعتزاله ترجل معه عشرات الشبان وفقد التفحيط من وجهة نظرهم بريقه وإثارته، بداية تحجيم الظاهرة تنطلق من الاستعانة بمشاهير المفحطين. @a22asma [email protected]