لم تكن زوجة "أشرف العباس" تعرف أن زوجها سيعود لها برجل مكسورة بعد أن شاهد مفحطين يمارسون التفحيط أمام شقته التي يقطنها في محافظة القطيف، ما جعله يعاني من كسور شديدة تحتاج لعلاج مكثف يمتد لشهور عدة. و"العباس" الذي جلس في مستشفى القطيف المركزي أياما عدة، يقضي وقته حالياً في شقته تحت رعاية زوجته التي لا تكل ولا تمل من خدمته؛ إذ ترى أنه واجب عليها تقوم به من دافع الحب والتقدير لزوجها، وبدافع تقدير موقف النصح الذي تسبب في كسر رجل زوجها. وعن طريقة الحادثة قال "العباس": "بعد خروجي من شقتي شاهدت تجمعا للتفحيط، وقمت بنصح المفحطين بخطورة عملهم، وفي هذه الأثناء جاءت إحدى السيارات المسرعة من المفحطين، وارتطمت بي من دون أن اتمكن من تجنبها من شدة سرعتها"، مضيفا ل"الرياض" التي زارته في منزله "إن الشاب المفحط لم يكلّف نفسه حتى عناء الاطمئنان عليّ، بل هرب"، مستدركا "تم التعرف عليه والمسار القانوني يأخذ بعده حالياً". وشدد "العباس" على أن للتفحيط عواقب وخيمة، قد ينتج عنها وفاة لأحد المشاهدين، أو المفحط داخل سيارته، إذ أنه لا يتمكن من السيطرة عليها، وتابع: "إن المفحط قال لي حينما جاء ليدعوني للتنازل عنه بأنه فقد السيطرة على السيارة، ولم يكن متعمداً للدهس، بيد أن التفحيط سبب رئيس للحوادث؛ لأن البداهة تقول بأن السيارة لا يمكن السيطرة عليها في مثل ذلك الانزلاق الخطر الذي لا أعرف كيف يستمتع الشبان به"، مضيفاً "إن عواقب التفحيط خطرة على الناس، ولا بد أن يوضع حد لها"، مشيراً إلى أنه أصبح ضحية تفحيط من دون أن يكون له يد في ذلك. وعلى الرغم من أن الشبان المفحطين يشعرون بنشوة أثناء ممارستهم للهواية الخطرة، إلاّ أن بعضهم تركها منذ أعوام عدة، وأبان مفحطون اعتزلوا إلى أن هناك تشجيعاً من قبل الشبان المتجمهر في "مسيرات التفحيط" قد يصل للدعم المادي، وقال "محمد": "إن البعض يتبرع بإطارات للمفحط كي يواصل مسيرة التفحيط، كما أنهم ينظرون له على أساس أنه بطل، ما يجعله يستمر في هذه الهواية من دون أن يفكر في عواقبها، فتجده يقوم بحركات خطرة جداً، منها أن يأتي بالسيارة بسرعة جنونية تفوق 120 كيلو مترا في الساعة ويخفض السرعة في وقت قياسي يقاس بالثواني، ما يؤدي إلى فقدان السيطرة المؤكد على السيارة، فتتماير في اتجاهات وطرق غير متوقعة، وقد ترتطم في أي لحظة بالمتجمهرين". إلى ذلك يكافح مرور محافظة القطيف "مسيرات التفحيط" أكانت جماعية أو فردية، مستعينا بالقانون المروري الذي يعرف "التفحيط" على أنه الانطلاق بسرعة كبيرة وبشكل مفاجئ أو غير منتظم، وأي نوع من أنواع القيادة بشكل متهور وخطر، وذلك لأجل اللعب والاستعراض، أو سد الطرق وعرقلة السير، كما أن قانون المرور يشير بوضوح في مادته ال99 إلى أن التفحيط مخالفة تستوجب العقوبات، منها حجز المركبة 15 يوماً في المرة الأولى، وغرامة مالية (1000 ريال)، ويحال السائق للمحكمة المختصة للنظر في تطبيق عقوبة السجن عليه، وفي المرة الثانية ترتفع الغرامة إلى 1500 ريال، فيما تحجز السيارة شهرا كاملا، والمرة الثالثة تكون 2000 ريال، وحجز المركبة، والرفع للمحكمة بالنظر لمصادرة المركبة، أو تغريمه لدفع قيمة المثل للمركبة المستأجرة أو المسروقة. ما يجعل القانون المروري في مكافحة ظاهرة التفحيط هاما ومجديا للحد من الظاهرة حسب متابعين ل"مسيرات التفحيط". أشرف العباس على السرير الأبيض بسبب المفحط